الخميس، 26 أغسطس 2010

بسم الله الرحمن الرحيم
ضعاف النفوس يريدون تغيير النصوص

قال الله تعالى " وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (7) من سورة الحشر، وقال تعالى " مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ......." (80) من سورة النساء ،
عشرات الآيات تثبت أن السنة حجة مثل القرآن تماما
، والسنة أربع أنواع : -

سنة قولية ، وسنة فعلية ، وسنة تقريرية ، وسنة أفعال وصفات ، صاحب هذه السنة لما اخبروه بولاية امرأة امارة عامة قال " لا افلح قوم ولوا أمرهم امرأة " ومن هذا المنطلق وجدنا جميع الأنبياء رجالاً بنص القرآن والسنة ، والمرأة لم يوجب عليها القرآن ولا السنة جهاداً ولا أعطاها حق الإمامة الكبرى ولا الإمامة الصغرى التي هي أن تكون إمامة للمسلمين في الصلاة ولا لبنات جنسها إلا ان تكون داخلة في الصف في الصلاة ، ولا أوجب عليها صلاة الجمعة ولا الجماعات ولا رأينا في تاريخ المسلمين لا في عهد النبي ولا في عهد الخلافة الراشدة ولا في عهد الممالك الإسلامية المتلاحقة خبرأً يقول لنا بأن امرأة كانت رئيساً أو أميراً لكذا من البلاد ،
ونقول لمن يدعي هذا إنك لا تفرق بين الحديث الحسن والحديث المرسل والحديث المعضل ، والحديث ثابت في الصحيحين ، ومن ينادي بهذا فقد نادى من قبل بأن يكون مفتياً ورفض طلبه لأنه لا يقرأ القرآن الكريم قراءة سليمة ، ولا يفرق بين القرآن والحديث ولا يستطيع أن ينسب الأية إلى سورتها ،
أقول هذا بناءاً على تجربة خضتها حيث كنت رئيساً لمؤتمر في القاهرة يوما ونطق من يطالب بهذا بآيات من القرآن على أنها حديث ، فجرى هرج ومرج في القاعة ، فصححت الأمر وقلت أنه قرآن وليس بحديث ،
وأخرى تطالب ايضا بأن تكون للمرأة الإمامة الكبرى وهي لا تسطيع ان تقرأ سطراً بلغة عربية سليمة ، فضلاً عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جاءنا بوحيين متلو وهو القرآن الكريم ما جاءت فيه آية ولو تلميحاً عن جواز أن تتولى المرأة الإمامة الكبرى أو الإمامة الصغرى وهناك وحي غير متلو وهو كل ما قاله النبي ( ص ) أو فعله أو قرره ، وأحاديثه ثابتة في ذلك ، وللسنة ثلاث أوجه : -
الوجه الأول : أن تتفق مع القرآن الكريم نصا وهنا تؤكده .
الوجه الثاني : أن تفصل المجمل وتبينه وتخصص العام وتبين لنا الفرق بين
                   المطلق والمقيد .
الوجه الثالث : ما لم ينص عليه القرآن الكريم أو يلمح وهنا دور السنة ، قال صلى الله عليه وسلم " ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان متكأً على أريكته يقول عليكم بالقرآن فما أحله فأحلوه وما أحرمه فحرموه ، ألا لا يحل لكم الحمار الوحشي وكل ذي ناب من السباع .... إلى أخر الحديث .
فعرفنا أن للسنة أوجهاً ثلاثة.
وما ورد في ملكة فارس عام يشمل كل من يأتي من النساء إلى يوم القيامة ، فليس من حقها لا إمامة صغرى ولا كبرى ، وليس واجباً عليها الجمع ولا الجماعات ولا الجهاد إلا إذا دخل العدو ديارنا ، ومما يؤسف له أن من نادى بهذا دخل حزباً سياسياً معروفاً لمصر معارضاً للحزب الحاكم وأصبح من نادى بهذا يريد أن يكون مفتي الحزب وهذا المفتي من حقه أن يكون رئيساً للجمهورية ، طموحات فارغة ، وانتساب إلى القرآنيين من حيث لا يشعر هذا المنادي بهذا المركز .
وأنا أقول في النهاية إن الإسلام بسياسته الصادقة لو تدخلت فيه سياسة اليوم لأفسدته ، لأن سياسة الإسلام واضحة لا كذب فيها ولا خلل ولا نفاق ولا مهازل ، بينما سياسة الدنيا اليوم مبنية على الكذب والمخادعات ولم يفلح السياسي إلا إذا أكل على الموائد ، ومن هنا قال الشيخ محمد عبده في سياسة العالم اليوم " لعن الله سَاسَ ويَسُوسُ وسُسْ وسَائِساً ومَسُوساً وما تصرف منها " فكأن الشيخ رحمه الله استوعب سياسات هذا الزمان فلعن السياسة بجميع مشتقاتها فكأنه يقول أن سياسة الإسلام واضحة جليلة لا يفهمها إلا معتنقوها ومن اتصفوا بالصفات التي أمر بها الإسلام ونادت به شرائع السماء .
وقل لي بربك يا من تنادي بأن تكون المرأة ملكاً أورئيساً ، هل هذا يتفق وأنوثتها وحملها وإرضاعها وما كتبه الله على بنيات أدم من أعذار فضلاً عن أن المرأة كيف تخوض حرباً أو تدعو إلى سلم أو إلى تدمير أعداءها وهي الموصوفة بالرقة والرومانسية والعطف ، اذن فلن ينصلح حال وهذه الصفات .
لا أقول ذلك انتصار للرجل ولكن احترم الوحي المتلو والوحي غير المتلو ، بينما الذين هم من ابناء جلدتنا يوولون النصوص لحاجة في النفوس ، ومن أفتى بذلك أقسم بالله أنه لا يستطيع قيادة أسرة .

 
وإلى لقاء

أ . د / محمود مهني محمود

الأربعاء، 25 أغسطس 2010

عشر جمل مستقلات في آية من القرآن فيها حل مشاكل العالم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على ما لم نبي بعده ، فإن في القرآن الكريم آيتين :

أحدهما في سورة البقرة وهي آية الكرسي ، والثانية في سورة الشورى ، والآيتان مكونتان من عشرين جملة مستقلة ،

آية الكرسي عشر جمل يراها من يقرأها ، وآية الشورى مكونة من عشر جمل هي قوله تعالى " فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15) واليك أخي القارئ التفاصيل :-

الله عز وجل يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الجمل العشر أن يخاطب البشرية التي لا تدين بدينه وخاصة أهل الكتاب بالآتي :-

1- الصفة الأولى ادع يا رسولنا إلى الدين القيم بما فيه من مكارم الأخلاق ونشر الأمن والأمان وتقدم البشرية ومنع الحروب والآلام التي تؤخر الإنسان الذي كرمه الله ، هؤلاء يا رسولنا ادعهم بالحسنى دون تعنيف أو تجبر وكن بهم رفيقاً انطلاقاً من قولي لك وللمؤمنين ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن وذلك باعتبار أن لكل عقيدته فلا ممارة ولا جدال في العقائد لأن ذلك لله القائل " لكل جعلنا شرعة ومنهاجا" .

2- واستقم يا رسولنا كما أمرتك على منهجي واستمر على ما انت فيه من استقامة كما قيل لك في سورة هود " فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) " وقال الله لرسوله هذا المر ليس لكون الرسول غير مستقيم ولكنه تثبيت له على الاستقامة لأنه القدوة وكأن الله تعالى يريد بهذا الأمر الحكام والأمراء والعلماء بأنهم قدوة الأمم والشعوب ، فمتى استقام هؤلاء على المنهج الرباني استقامت المجتمعات فلا نرى غِلاً ولا حِقداً ولا صنع مؤامرات ولا سرقات ولا استيلاء على المال العام ولا قتلاً ولا سفكاً للدماء ولا استبداداً ولا حجراً على الفكر متى كان مستقيماً ، ومن هنا قال الله تعالى للمؤمنين عقب غزوة الأحزاب " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21) فالأمر هنا لرسول الله والمراد به الشعوب والحكام والعلماء .

3- ونهاه صلى الله عليه وسلم عن اتباع هؤلاء البشر الذين عبدوا الأصنام والأوسان وعبدوا المال والنساء وابتعدوا عن منهج الله فاصبح العالم كله اليوم على شفى حفرة من النار حتى إن دول الغرب بمن فيها يريدون القضاء على القيم وفرض الأهواء على المم والشعوب والدليل على ذلك أن ميخائيل جورج جورباتشوف رئيس ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي بعد ان انتهى من تفكيك بلاده ذهب الى رونالد ريجان رئيس الولايات المتحدة الأمريكيه وقدم له على طبق من ذهب الخطب التي قام على تنفيذها من أجل تفكيك الاتحاد السوفيتي ثم قال له قولته المشهورة " الآن قضينا على العدو الصغير لكم والآن بقي عدونا الأكبروهو الإسلام الذي الذي يجب القضاء عليه فكراً وعقيدة وعملاً ومنهجاً وسلوكاً فعانقه رونال ريجان وقال له " إن غداً لناظره قريب " من أجل ذلك قال الله لرسوله الكريم منذ اكثر من ألف وربعمائة عام " ولا تتبع أهوائهم .

يجب أن نصون مبادئنا وتراثنا ونحافظ عليها باتحادنا وحبنا ونقدم صناعاتنا العسكرية واستعدادنا الروحي وقتل مجتمع الكراهية الذي اصبح يسود العالم الإسلامي اليوم ، حتى انني قولت عبارة لرواد المسجد الذي أخطب فيه ما أفسد العالم اليوم إلا اتباع الأديان الثلاثة لأن الأديان لا تأمربالقتل ولا بالإباحية ولا بالربا ولا بصنع المؤامرات ولا باحتلال بلاد الغير ، كل الأديان والشرائع تنص على ذلك ، أما اصحاب الأديان السماوية للأسف الأسيف والعجب العجاب هم الذين يفسدون الآن في الأرض ، وأما غيرهم مما لا دين لهم يفعلون النص القرآني والنبوي فتجد النظام والأدب والاستعداد الروحي والعسكري والتقدم الحضاري في كل شئ مروراً أرضياُ وجوياً وبحرياً ومشاتاً فلا مخالفة لنظام ، واذكر ان احد العمداء بكلية تابعة لجامعة الأزهر باسيوط قال لي : ذهبت الى اسبانيا فمكثت عشرة ايام وانا حامل معي ادوية الضغط ، والله ما استعملت حبة ولا قرصاً علاجياً واحداً لأن هناك نظاماً يريح العين والبدن والقلب والعصاب . فقلت له يا أخي هذا هو النظام الإسلامي المفعل نصاً لا عقيدة .

ولا تتبع اهواءهم يا رسولنا واستمر على ما انت فيه من بناء وتعمير واصلاح ونشر للفضيلة بين ابناء البشرية وعلى رأسها فضيلة الإسلام انطلاقاً من قولي لك " وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) سورة الأنفال ، ومن قولي لأصحابك " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) سورة البقرة ومن قولي ايضا " ولا يستخفنك الذين لا يؤمنون "

4- والفضيلة الرابعة إن الله عز وجل يعلم البشرية كيف أن محمدً الأمي يحترم مشاعر أهل الكتاب فقال الله له " وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب " وهذه الجملة الشريفة تبين كيف أن الإسلام يحترم مقدسات الآخر دون تمزيق أو استخفاف أو استهزاء وكأن القرآن يريد أن يرد على ذلك القس المأجور في أمريكا الذي نادى في العالم قائلاً لابد من أن نحرق المصحف في 11 سبتمبر 2010 ليكون يوماً عالمياً لحرق مصحف المسلمين ناسياً أو متناسياً أن هذا المصحف هو الذي كرم المسيح عيسى ونفى التهمة التي ألصقت من اليهود بأمه مريم العذراء ووصفها بأنها طاهرة مطهرة وأن ابنها وجيهاً في الدنيا والأخرة

هذا المصحف الذي يريد حرقه ذلك القس قال في مريم قوله تعالى " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) سورة آل عمران ووصفها بأنها حصان عفيفة فقال في سورة التحريم مادحاً ورافعاً من شأنها " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ (12) .

الرسول صلى الله عليه وسلم احترم الإنجيل وكذا التوراة حتى لما أقيمت الحروب بينه وبين اليهود بعد نقضوا المواثيق والعهود فقد أخذ نسخ التوراة فطالبوا من النبي قائلين " يا محمد رد الينا كتابنا فرده دون أن يمسه بسوء ،

وقال تعالى في سورة البقرة " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)

سؤال

فمن الذي يحترم الأديان ؟ ومن الذي يهينها ؟
هل العالم الإسلامي حرق في يوم من الأيام انجيلاً أو توراه أو تعرض للكتاب المقدس ، سلوا التاريخ ماذا فعل التيار في العراق ؟ وماذا فعلت الحملات الصليبية المتكررة من قتل للملايين وهتك للأعراض وحرق للكتب المقدسة لدى المسلمين وما سمعنا أن قائداً مسلماً فعل صنيع ما صنع أولئك الأفاكون ،

وانني بهذه المناسبة احترم المواطن المصري نجيب ساو يرس رجل الأعمال الوطني المصري المخلص الذي جمعتني وإياه مناسبة فوجدته رجلاً يحترم مشاعر المسلمين واليهود والنصارى حتى انني رأيته يقبل أيادي حملة القرآن الكريم أمامي كما قبل أيادي القساوسة أمامي كما قام بعمل حفل تأبين لفضيلة الإمام الأكبر الراحل أ .د / محمد سيد طنطاوي حضره أكثر من عشرون ألف مستمع وبكى اثناء خطابه وقال لي بعد أن أمرني شيخ الأزهر أن أمثله في هذا اللقاء " انني احترم كل الأديان ، العقائد يعلمها الواحد الديان ، الأعمال يجب أن تكون من أجل مصر ورفعة شأن الإنسان ، ثم قال لي اعلم يا دكتور محمود انني أقول هذا الكلام الذي تقوله في كل مناسبة في أي دولة اوروبية ، أقول أن الإسلام والمسلمين يحترموننا في مصر وما كان الإسلام يوما دين ارهاب والدليل على عظمة نجيب ساويرس ووطنيته أن أكثر 90% من المسلمين يعملون في مكاتبه المنتشرة في جميع ارجاء مصر ، وهذا الرجل من اجل وفائه ووطنيته تبرع بمبلغ مليون جنيها باسم فضيلة الإمام الراحل لتكون نواة لجوائز عالمية لمن يتكلم عن التسامح بين البشر ، وفوجئت بعد انتهاء كلمتي بأن الرجل يقول للمذيع " والله دون أن أعلم شيئاً " يرشح أ . د / محمود مهني محمود نائب رئيس جامعة الأزهر كمرشح أول لجائزة التسامح في العالم لأن الذي سمعته منه اليوم إلا من النزر اليسير من الناس ، لكن منهج محمود مهني هو منهج الشيخ طنطاوي ومنهج الشيخ أحمد الطيب الأمام الحالي

وإلى لقاء

في القريب العاجل

لبقية تفسير الجمل العشر الواردة في آية الشورى

وكل عام وانتم بخير

أ.د/ محمود مهني محمود

الأربعاء، 11 أغسطس 2010

بسم الله الرحمن الرحيم
نفحات رمضانية
 
أولا : بالنسبة لإبني الفاضل الشرقاوي وزملائه الأخيار ، أشكركم على تقديم التهنئة لي بقدوم شهر رمضان الكريم الذي أنزل الله فيه القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا في ليلة القدر.
ثانياً : شهر رمضان شهر مليئ بالفضائل والذكريات الجميلة الحسنة وأجمل انواع هذا الجمال نزول القرآن فيه وأحب أن أقول أن هناك شبهة ، يقول بعض الأفاكين إن القرآن الكريم متناقض والدليل على تناقضه أنه في ثلاث آيات يتحدث عن نزول القرآن ، مرة يقول "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ "( 184) من سورة البقرة ، ومرة يقول " أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ " وثالثة يقول في سورة كاملة " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" (1) من سورة القدر فأي الأيات نصدق ؟؟
والجواب في كلمات قليلات وهو :-
ان القرآن الكريم نزل جملة وتفصيلاً في شهر رمضان من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا ، أما قوله تعالى " أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ "(3) من سورة الدخان فهي ليلة من شهر رمضان ايضا ، اسم هذه الليلة ذكرته سورة القدر في قوله تعالى " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" اذن القرآن الكريم أنزل في شهر رمضان في ليلة مباركة من شهر رمضان . هذه الليلة المباركة هي ليلة القدر فأين التناقض . هذا أول حديث لي عن شهر رمضان .
ثم ان الإسلام لم يبتدع أمرالصيام وانما أ ُمرت بالصيام جميع شرائع السماء كما ذكر القرآن والعهد القديم والعهد الجديد ، ومن هنا قال الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) سورة البقرة وانظر الى القرآن الكريم وهو ينادي الأمة بحرف النداء البعيد وهو حرف ( يا ) وهذا البعد بعد مكانته لا بعد مكان ، وبعد منزلة لا بعد زمان أو مكان ، ثم وصفهم بالإيمان وهذه شهادة من الرحمن تبشرنا بأننا رغم معاصينا وبعدنا عن المنهج إلا أننا مؤمنون قلباً وقالباً بالله جل في علاه وهذا الأسلوب يعطي الأمة الإسلامية توجيها لمخاطبة الناس جميعا بإسلوب حسن لا خلل فيه ولا سباً ، ولا تعبيرأ بإسلوب فيه فظاظة أو غلظة ، حتى وإن اساؤا إلينا انطلاقا من قوله تعالى " وقولوا للناس حسنا " وانطلاقاً من قوله تعالى ايضا " ادفع بالتي هي أحسن فإذا بالذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميد " وانطلاقاً من قوله تعالى ايضا " وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " (108) من سورة الأنعام ومن هذا الدرس العملي ما وجه النبي سباباً ولا لعناً ولا فاحشاً من القول حتى في أحلك اللحظات يوم ان ذهب إلى الطائف وأدموا عقبيه بالحجارة ضرباً بها ورجماً لم يقل اللهم العنهم ولكن قال " اللهم اهدى قومي فإنهم لا يعلمون وهنا قال له جبريل صدق من سماك الرؤوف الرحيم ونزل قوله تعالى " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ " (129) من سورة التوبة
ثم قال تعالى " كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم" ليخفف عنا التكاليف الشرعية فمن قبلنا صامه ونحن مثلهم رجال ونساء فليسوا اكثر منا ولا أمضى عزيمة فكيف نصوم ونحن اتباع محمد العظيم الذي كان يصوم اليوم واليومين والثلاثة وصالاً دون أكل أو شرب فلما أراد المسلمون ان يقتدوا به في الوصال قال لهم لست كهيئتكم إنما ابيت عند ربي يطعمني ويسقين ثم ذكر القرآن النتيجة المترتبة على الصيام وهي تحقيق التقوى والخوف من الله بتنفيذ أوامره والابتعاد عما يغضبه ومن هنا قال العلماء التقوى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقيليل والاستعداد ليوم الرحيل وهنا تعريف أخر جميل أن يراك الله حيث أمرك يثقدك حيث نهاك ، وهناك تعبير جميل آخر أن تعبد الله على نور من الله ترجو نعيم الله وألا تعصي الله على نور من الله مخافة عقاب الله فأنظر إلى آية وجيزة كيف جمعت هذه المعاني العقدية والأدبية والفقهية ، ومن هنا اطالب أن يفسروا القرآن تفسيراً تحليلياً يبنون فيه اعجاز القرآن الأدبي والطبي والاقتصادي حيث أن هذه الية جمعت بين الصحة والاقتصاد والخوف من الله وعدم ايذاء الأخر أياً كان ذلك الأخر ، فلا يجوز لنا نحن المسلمين الصائمين أن نوجه سباباً لا لمسلم ولا لمسيحي ولا ليهودي بل ولا للحيوان أو الجماد فهذه تعاليم العظيم سيدنا محمد الذي أمر اتباعه بطهارة اللسان وعفة داخله وخارجه
والى لقاء
أ . د . محمود مهني محمود
نائب رئيس جامعة الأزهر الشريف
وعضو مجمع البحوث الإسلامية



الاثنين، 9 أغسطس 2010

بسم الله الرحمن الرحيم
 
شهادة عالم لعالم

الأخ الفاضل أ . د محمود العطيفي استاذ جراحة التجميل
هذه الكلمة التي اقولها ليست من باب الفتوى ولا من باب الحل والحرمة فإن المسئول عن ذلك هو مجمع البحوث الإسلامية ودار الإفتاء المصرية إلا أنني تكلمت عن المنهج العلمي ولا يجوز لأحد من غير العلماء ان يقرر حقيقة علمية اجراها عالم سواء أكانت في الدين أم في العلوم الأخرى وهذا ما أحببت ان أقوله للسادة القارئين ، إنكم عالم من علماء هذه الأمة المعدودين ومن أصحاب التجارب العلمية إلا ان مثل هذه التجارب لا بد ان يستفتى فيه علماء الدين أولاً فعلماء الدين يقررون الحل والحرمة وأمراء المسلمين وحكامهم هم الذين يفصلون في مثل هذه القضايا التي تتعلق بالدين انطلاقا من قول الله تعالى ( يا أيها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم )  وأولوا الأمر هنا الحكام والعلماء
أولا :
بادئ الأمر أقول ان فيه رجلاً وامرأة وفيه رجلاخنثى مشكل هذه الخنثى المشكل اما ان تتغلب عليه صفات الرجولة أو صفات الأنوثة فلا يدرى هو رجل أو أمرأة وهنا يجب يجتمع كنصولتوا من الأطباء يبحثون حقيقة هذا الانسان الذي امامهم ، هل صفات الرجولة فيه اكثر ام الإنوثة فإلى ايهما كان أكثر هنا يتدخل العلم لتحديد الهوية ولا يعد ذلك تدخلاً في خلقة الله عز وجل .
ثانيا :
ان هناك كثيراً من الناس يتدخلون فيما لا علم لهم به وخاصة في مصرنا العزيزة نجد الانسان طبياً ومهندساً وعالماً من علما الدين ومزارعاً وفلاحاً ويريد أن يتكلم في كل شئ دون ان يعرف أي شئ كالإعلامي الجاهل الذي تراه مرة شاعراً وأخرى أديباً وثالثاُ يتكلم في الإعجاز القرآني ورابعةً في أي اعجاز دون أن يعرف ما معنى كلمة الاعجاز وما موقعها من الإعراب ومن أي انواع المشتقات هي ، أقول ذلك لما وقع ما وقع من اجتهاد أحد الأطباء الأساتذة المجتهدين :-
• ان هذا العالم استاذ جامعي اعرف أنه في مهنته لا يبارى بل فاق أقران عصره وخرج تلاميذ بعدد شعر رأسه كلهم جهابذه ، والإسلام في هذه القضية يقول لنا فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ، فالرجل قام بما قام به كنوع من العلاج لبعض الحالات وهنا قامت الدنيا ولم تقعد تكلم الفلاحون والمزارعون وأصحاب الدبلمة وتدخلوا فيما لا يفهمون وهذا اعتداء على البحث العلمي ،
ومن الأسف الأسيف والعجب العجاب ان هناك بعض من تتلمذ على يد هذا الطبيب المهارتين يحمل حملة شعواء عليه دون أدنى دليل وكأنه ما جلس على مائدة البحث وما استعمل مشرطاً يوماً ، وقاعدة الإسلام تقول اذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر ففي الحالتين هو مأجور وغلق مستشفياه ضد البحث العلمي فالذي يتكلم هنا الأطباء لا الحاكم ولا الإداري ولا الضابط ولا الطيار ولكن أصحاب الصنعة هم الذين يتكلمون وهم الذين يناقشون ، وليس هذا جزاء الدكتور محمود العطيفي الذي اعرف نسبه الشريف وهو من سلالة الحسن بن على فضلا عن كونه امام المكافحين في هذا الزمن والذي يقوم بعشرات العمليات الجراحية الناجحة ولا يتقاضى عن كثير من عمليات الفقراء شيئا ، هذا أمر قد شاهتده بعيني رأسي ، أضف إلى ذلك أدبه الجم وأمانته العلمية وأخلاقه الانسانية والطبية . ويعلم الله ان هذا الرجل لا يوجد منه في العالم خمسة أفراد وهو أول من جلس معي وأخذنا نتبادل العلاج القرآني للحروق وكتب كتابا وراجعته له وأيدته فيما ذهب اليه واستدل على ذلك بإن أهل النار لما تشتد عليهم الآلام وهم في النار ينادون من فوقهم من أهل الجنان
"وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنْ الْمَاءِ أَوْ مِمَّارَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ " (50) فاستفاد الرجل ان الماء علاج للحروق فكان كما قال وذلك اعجاز طبي استخرجه هذا الأستاذ الجامعي المجتهد.
فيجب على الدولة قبل ان تذبح العلماء تأمر العلماء جميعاً ان يجتمعوا ليقروا الحقائق العلمية من غيرها لكن أن يجتهد من لا يستطيع كتابة صفحة بإملائية منضبطة وللغة مؤسسة يجتهد في قضايا علمية وهو لا يعرف القواعد الإملائية فقل على العلم العفاء وعلى المخترعين أن يفتحوا بقالات ومخابزا ومطاعم في هذا الزمن الذي اختلطت فيه الأمور
فتحية وتشجيعا لكل عالم يجتهد ولكن بعد ان يتشاور في الأمور
مع دعائي بأن يخرج الأخ الحبيب أ . د . محمود العطيفي من هذا المأذق الذي لا يعد مأذقاً بل يعد تجربة علمية
 

اخوك الأستاذ الدكتور / محمود مهني محمود
نائب رئيس جامعة الأزهر الشريف
وعضو مجمع البحوث الإسلامية


الى ابني الشرقاوي الطويل

بسم الله الرحمن الرحيم 
يا شرقاوي اني اقرأ في وجهك علامات النجابة وفي اسلوبك الرقة والبحث الأكاديمي وفي تصرفاتك أرى الأدب مع الرجولة وفي عملك الاخلاص مع التفاني وان شاء الله عن قريب ستكون علماً من أعلام العلماء لانني احس فيك بأصالة معدنية سليمة ، كما اخبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم اذ قال الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام وأنا اعتقد انك صاحب معدن سليم من ناحية الرجولة وبذل الطاقة وخدمة الانسان والتأدب مع العلماء ، كل ذلك بعض صفاتك
فتحياتي لك وللأسرة الكريمة وعلى رأسهم الوالد الذي انجبك 


والدك أ . د. محمود مهني محمود

ما معنى الحب في الله وكيف يكون ؟

 بسم الله الرحمن الرحيم


ما معني الحب في الله، وكيف يكون وعندما أقول لأحد: إني أحبك في الله فماذا يكون أساس تعاملي معه، وكيف يكون التعامل؟ ما علامات حب الله لي؟

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير، سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد..

فإن الحب هو من أسمى وأرقى العواطف الإنسانية، فإذا توجهت هذه العاطفة النبيلة لله تعالى، وكانت هي محور العلاقات بين المسلمين، ذللت كثيرا من الصعاب، وأثمرت كثيرا من الثمار الطيبة في حياة الأمة، ولقد جاءت أدلة عديدة تؤكد هذا المعنى الكريم، وتبين المكانة الرفيعة لمن أنعم الله به عليه، منها:

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء, يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم في الله" قالوا: يا رسول الله, تخبرنا من هم؟ قال: "هم قوم تحابوا بروح الله, على غير أرحام بينهم, ولا أموال يتعاطونها, فوالله إن وجوههم لنور, وإنهم على نور, لا يخافون إذا خاف الناس, ولا يحزنون إذا حزن الناس. وقرأ هذه الآية: "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"

وقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي"


وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله ذكر منهم: "ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه, وتفرقا عليه"

والأخوة في الله لا تنقطع بنهاية هذه الدنيا، بل هي مستمرة في الآخرة, يقول تعالى: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"

إن التحابب في الله والأخوة في دينه من أفضل القربات, ولها شروط بها يلتحق المتصاحبون بالمتحابين في الله, وفيها حقوق بمراعاتها تصفو الأخوة عن شوائب الكدر ونزغات الشيطان, فبالقيام بحقوقها يُتقرَّب إلى الله زلفى, وبالمحافظة عليها تنال الدرجات العلا. ومن هذه الحقوق:

أولا: الحب والمناصرة والتأييد والمؤازرة ومحبة الخير لهم, كما قال عليه الصلاة والسلام: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"

ثانيا: التواصي بالحق والصبر وأداء النصيحة, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وتبيين الطريق له، وإعانته على الخير ودفعه إليه, يقول تعالى: "والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" ويقول تعالى: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"

ثالثا: القيام بالأمور التي تدعو إلى التوادد وزيادة الصلة, وأداء الحقوق, قال عليه الصلاة والسلام: " حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ : قِيلَ مَا هُنَّ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ،وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ "



رابعا: من حقوق المسلم على المسلم: لين الجانب, وصفاء السريرة, وطلاقة الوجه, والتبسط في الحديث, قال عليه الصلاة والسلام: "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" واحرص على نبذ الفرقة والاختلاف. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولو كان كل ما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا, لم يبق بين المسلمين عصمةٌ ولا أخوة).

خامسا:من حقوق المسلم على المسلم: دلالته على الخير, وإعانته على الطاعة, وتحذيره من المعاصي والمنكرات, وردعه عن الظلم والعدوان, قال صلى الله عليه وسلم: " لْيَنْصُرْ الرَّجُلُ أَخَاهُ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا إِنْ كَانَ ظَالِمًا فَلْيَنْهَهُ فَإِنَّهُ لَهُ نَصْرٌ، وَإِنْ كَانَ مَظْلُومًا فَلْيَنْصُرْهُ"


سادساً: وتكتمل المحبة بين المؤمنين في صورة عجيبة ومحبة صادقة عندما يكونان متباعدين, وكل منهما يدعو للآخر بظهر الغيب في الحياة وبعد الممات, قال صلى الله عليه وسلم: "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة, عند رأسه ملك موكل, كلما دعا لأخيه بخير قال الملك المُوكل به: آمين ولك بمثل"

سابعاً: تلمس المعاذير لأخيك المسلم, والذب عن عرضه في المجالس, وعدم غيبته أو الاستهزاء به, وحفظ سره, والنصيحة له إذا استنصح لك, وعدم ترويعه وإيذائه بأي نوع من أنواع الأذى, قال صلى الله عليه وسلم: "لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً"



أما عن كيفية تعاملك مع من تحب في الله تعالى فهو كالتالي:

(
أ) من واجبات الأخوة الإسلامية إعانة الأخ المسلم ومساعدته وقضاء حاجاته, وتفريج كربته, وإدخال السرور على نفسه, قال عليه الصلاة والسلام: "أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس, وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم, أو تكشف عنه كربة, أو تقضي عنه ديناً, أو تطرد عنه جوعاً, ولأن أمشي مع أخي في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد – يعني مسجد المدينة – شهراً"

(
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكاً, فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية, قال: هل لك عليه من نعمة تربُّها؟ قال: لا, غير أني أحببته في الله عز وجل, قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه"

وقال عليه الصلاة والسلام: "من عاد مريضاً, أو زار أخاً له في الله, ناداه منادٍ أن طبت وطاب ممشاك وتبوَّأت من الجنة منزلاً"

عاشراً: تقديم الهدية والحرص على أن تكون مفيدة ونافعة, مثل إهداء الكتاب الإسلامي, أو الشريط النافع, أو مسواك أو غيره, وقد "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها"

أما عن علامات محبة الله للعبد فهي كثيرة لخصها الشيخ محمد بن صالح المنجد كما يلي:

1-
اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم ؛ قال تعالى في كتابه الكريم "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم"

2-
الذلة للمؤمنين ، والعزة على الكافرين ، والجهاد في سبيل الله ، وعدم الخوف إلا منه سبحانه .

وقد ذكر الله تعالى هذه الصفات في آية واحدة ، قال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم "

3-
القيام بالنوافل : قال الله عز وجل – في الحديث القدسي - : " وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه "
ومن النوافل: نوافل الصلاة والصدقات والعمرة والحج والصيام .

4-
الحب ، والتزاور ، والتباذل ، والتناصح في الله .
وقد جاءت هذه الصفات في حديث واحد عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال : " حقَّت محبتي للمتحابين فيَّ ، وحقت محبتي للمتزاورين فيَّ ، وحقت محبتي للمتباذلين فيَّ ، وحقت محبتي للمتواصلين فيَّ "
5-
الابتلاء ، فالمصائب والبلاء امتحانٌ للعبد ، وهي علامة على حب الله له ؛ إذ هي كالدواء ، فإنَّه وإن كان مُرّاً إلا أنَّـك تقدمه على مرارته لمن تحب - ولله المثل الأعلى - ففي الحديث الصحيح : " إنَّ عِظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإنَّ الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط " .
وبيَّن أهل العلم أن الذي يُمسَك عنه هو المنافق ، فإن الله يُمسِك عنه في الدنيا ليوافيه بكامل ذنبه يوم القيامة