الأحد، 27 نوفمبر 2011

نداء لشعب مصر



نداء إلى شعب مصر
يا شعباً ذكرت في القرآن بلده ثلاثاً وثلاثون مرة ، خمس مرات تصريحاً ، وثماني وعشرون مرة تلميحاً ، اتقوا الله في مصر ، فإن رسولكم صلى الله عليه وسلم قال ( إن فتح الله عليكم مصر فإتخذوا منها جنداً كثيفاً ، فإن جندها من خير اجناد الأرض ، ولا يزالون في رباط إلى قيام الساعة )
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (( مصر كنانة الله فمن ارادها بسوء قصمه الله )) ،
 واعلموا يا شباب مصر إن مصر إن ضاعت فتضيع الأمة الإسلامية والعربية ، لأن مصر هي التي تصدر الدين الإسلامي للعالمين حتى الحجاز الذي نزلت فيه الدعوة ، يذهب المصريون لينشروا العلم الصحيح والفكر السليم ويحفظوا الناس القرآن ويعلموهم أحكامه وقراءاته وسائر ما يتصل بعلوم السنة ، وإن نسيتم فأحب أن اذكركم : إن نصوص بروتوكولات حكماء صهيون تقول :
ابدئوا بالدويلات الصغيرة فاقلقوا ناسها وخذوا ثرواتهم واتركوا مصر للنهاية لتكون نهاية المطاف ،
ومن هنا فإن العالم يتفرج علينا لأننا أظهرنا جهلنا في كل شئ ، فمظاهراتنا دموية ، واساليبنا قذفية ، شتائم وسباب لكل من هب ودب ، فلا احترام لكبير ولا رحمة لصغير ، ولا هيبة لدولة ، فمتى تفيقوا يا ابناء مصر حكومة وشعبا ،
اتقوا الله في مصر ، اتقوا الله في مصر ، اتقوا الله في مصر
أ . د / محمود مهني محمود
عضو مجمع البحوث الاسلامية
ونائب رئيس جامعة الأزهر سابقا

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

القيل والقال


بسم الله الرحمن الرحيم
أقدم شكري واعتزازي إلى كل من هنأني بالعيد واتمنى من الله عز وجل أن يعيده على مصر بالأمن والاستقرار ، وأن يجنب أبنائها القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال وذلك لأن الأمة كثيرة الكلام ، في عرف الحضارة هي قليلة الأفعال ، ومن ثم فإن الله عز وجل يقول لهؤلاء الأصناف ( وقولوا للناس حسنى ) ويقول صلى الله عليه وسلم : الكلمة الطيبة صدقة ، ويقول الصحابة عن كيفية وعظ النبي إياهم : ( كان صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة ) أي ان النبي لم يكن وقته كله مسخرا للوعظ والإرشاد ولكنه كان يبني الأمة بناءاً محكما وإعدادا قويا حتى تكون كما قال الله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )
فخيرة الأمة مشروطة بشرطين :
الأول : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
بمعنى أن الأمة تأمر بالمعروف وهو نشر الأمن ونشر الاستقرار وبث الحب في كل انحاء المعمورة وأن تنهى عن الرذائل التي تؤدي بالأمم وتهلكها وذلك كله مشروطا بشرط إذا أردت أن تأمر بالمعروف فليكن أمرك بمعروف ،
الثاني : الإيمان بالله :
نرى أن القرآن الكريم قد قرن العمل الصالح بالإيمان في أكثر من تسعين موضوعا وذلك لأن الأمة التي تؤمن ولا تعمل أمة متأخرة تصير بين الدول مهضومة الجناح خانعة الجبين ، هشة البنيان ، ومن ثم فيجب على الأمة أن تعمل وأن تقلل من كلامها وهذا منهج اسلامي أخذ به الغرب فتقدم وتركه الشرق فتأخر وذلك مصيبة كبرى ، أن يكون كلامنا أكثر من أفعالنا ، ومن ثم قد عاب القرآن هذا السلوك وقال ( ياأيها الذين أمنوا لم تقولوا مالاتفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالاتفعلون ) فنحن نصرح في إعلامنا المرئي والمسموع بأننا امة حضارية مر على حضارتها سبعة آلاف عام ،
وأنا أسأل هل الأمة الحضارية تأكل من أيادي غيرها ؟
هل الأمة الحضارية تعالج في مستشفيات أجنبية ؟
هل الأمة الحضارية تتغنى بأمجاد من سبقونا دون أن تنهج نهجنا ؟
إن الفراعنة القدماء زرعوا وادي النيل من أسوان إلى رشيد ، وكانوا منضبطين مع الأرض والماء ، فكانوا أمة حضارية أكلت من عمل يدها ولم تتسول مع غيرها ، ذكر الله ذلك في سورة الدخان عن الفراعنة فقال في كتابه الكريم ( كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين )
ونحن في إعلامنا نقول وقولنا صحيح ، كم نهبوا من أموال وأراضي وفيلل وعمائر وأبراج ومتاع حتى صرنا أضحوكة العالم الذي يفعل ولا يتكلم كما نتكلم ، ومن ثم فبلادنا وخبراتنا تؤخذ منا عيانً بيانً ، ثم نقول إننا أمة حضارية .. وألف علامة إستفهام على هذا القيل؟؟؟؟
تحية لكم وإلى لقاء
أ.د/ محمود مهني محمود
نائب رئيس جامع الأزهر سابقا
وعضو مجمع البحوث الإسلامية