الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

كلمة عن العظيم سيدنا محمد



جاء محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين كما جاء في القرآن الكريم ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ، وتطبيقاً لهذه القاعدة قال صلى الله عليه وسلم " إنما أنا رحمة مهداه " ، فكان صلى الله عليه وسلم رحمة للإنسان والحيوان بل والأرض التي يعيش عليها ، ومن هنا قال شوقي :
فإذا رحمت فأنت أم أو أب  :: :: ::  هذان في الدنيا هما الرحماء
فكان صلى الله عليه وسلم رحمة للحيوان إذ يقول " دخلت إمرأة النار في هرة حبستها لا هي اطعمتها وسقتها إذ هي حبستها ولا تركتها تأكل من حشاش الأرض " ، ومن هنا صلى الله عليه وسلم كان رحيماً بالحيوان أيضا حتى عند الذبح قال " وإذا ذبحتم أي حيوان فأحسنوا الذبحة بمعنى أن تكون آلة الذبح حادة وألا يراها الحيوان وألا يذبح حيوان أمام حيوان حتى لا يميته مرتين ، وسئل صلى الله عليه وسلم عن الحيوان من حمير وبغال فقال كما قال الله تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) ومع الكلاب أيضاً كان رحيما إذ يقول" اشتد العطش على رجل في الصحراء فوجد بئراً فشرب منها وبعد أن شرب رأى كلباً يأكل الثرى وهو التراب المبلل من شدة العطش فقال الرجل لقد بلغ بهذا الكلب مثل ما بلغ بي فنزل البئر فملئ خفه ماءا فسقى الكلب فغفر الله له ذنوبه ، وقال لنا صلى الله عليه وسلم " عطشت إمرأة بغي أي تعمل الفواحش فشربت ثم رأت كلباً يتلوى من شدة العطش فسقته فغفر الله لها " ، ويبين لنا القرآن الذي نزل عليه كيف يمشي الإنسان على الأرض لا يدب عليها دبيب المتماوتين ولا يثب وثوب الشطار فقال القرآن الكريم ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا ) أي برفق ورحمة ، وجاء فيما نزل عليه من قرآن ( لا إكراه في الدين ) ، وأمر الله الذي أرسله بأنه مذكر وليس بجبار فقال ( وما أنت عليهم بجبار ) ، وقال أيضا ( لست عليهم بمسيطر ) ، واستضاف صلى الله عليه وسلم في مسجده النصارى الذين جاءوا من نجران يناقشونه في أمر عيسى عليه "وسلم فلما حان وقت صلاتهم قال " تفضلوا لا حجر عليكم " بل وقال عن اليهود والنصارى ( من ظلم معاهداً أو انتقصه حقه أو اخذ منه شيئاً بغير طيب نفس او كلفه  بما لا يطيق كنت خصمه يوم القيامه ، )  ، وقال عن أقباط مصر ( أوصيكم بقبط مصر خيراً فإن لكم فيهم نسباً وصهراً ) ، وأمرنا القرآن الكريم نحن المسلمين أن نحسن إلى كل البشر وخاصة من لا يحاربنا فقال تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) ، ومع ذلك فلم يسلم صلى الله عليه وسلم قديماً وحديثاً من قالة السوء الذين اتهموه في عرضه وشرفه وأساءوا إليه عن طريق إفكهم وقولهم عن زوجه عائشة رضي الله عنها إفكاً مبينا وكذباً واضحاً ، كما قال اليهود عن مريم  ووصفوها بأنها فاسقة فجاء القرآن وبرأ المرأتين ونساء الأنبياء أجمعين فقال عن مريم وبراءتها ( يامريم إن الله إصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين )، لكن اليهود قالوا في مريم قولاً عظيماً فرد القرآن مرة ثانية وقال (ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ) ، وبرأ عائشة في سورة النور بعشر آيات حيث قال (  إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ، وبرأ إمرأتي نوح ولوط وبين أنهما كانتا خائنتين في الرسالة بمعنى أنهما كانتا كافرتين ، قال ابن عباس رضي الله عنهما ( مازنت إمرأة نبي قط ) ، ومع هذا الجمال المحمدي والسمو القرآني يطلع علينا أفراد من بعض أقباط مصر المهجر من يسيء إلى سيدنا النبي وشخصه علماً بأنه أمرنا كما جاء بالقرآن أن نحسن إلى عيسى وأمه وأن نؤمن بهما وأن نحسن إلى رعايهما ، ومع ذلك جاءوا بالبهتان العظيم ، ومن هنا نقول : الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، فصاحب المعدن الأصيل يرد الجميل ، وصاحب المعدن الخثيث يرد بما عنده من خبث فكل إناء بما فيه ينضخ ،
وأختم هذا الموضوع بقول الشاعر :
وإذا أتتك مذمتي من ناقص          ::  ::   فهي الشهادة لي بأني كامل
وأقول قول كعب بن زهير :
نبئت أن رسول الله أوعدني          ::  ::   والعفو عند رسول الله مأمول
مهلاً هداك الذي أعطاك نافلة القر ::  ::   آن فيها مواعيظ  وتفاصيل
إن الرسول  لنور يستضاء به       ::  ::  مهند من سيوف الله مسلول
وأقول لكم ياأقباط المهجر قول عالم الاجتماع البريطاني الشهير كارليل : لا يمكن أن يكون محمد كاذبا لأن الرجل الذي يريد أن يبني بيتاً لا يستطيع أن يتم بناءه مالم يكن عليماً بمواد البناء ، فما بالكم ببناء مر عليه أربعة عشر قرناً  من الزمن لم يصبه وهن ولا تصدع أشهد أن محمد صادق ،
فهذا يا بعض أقباط مصر محمد أمامكم فأقرأوا القرآن وأقرأوا سيرته تعرفوا من هو محمد وكفاكم غلاً وحقداً لأن مصر أكبر منا ومنكم والإسلام أعظم دين عرفته البشرية لأنه لايعرف التنطع ولا الإرهاب ، واعلموا أن كاتب هذه الرسالة بمجرد ما سمع أن بريطانيا تريد أن تخرج فيلماً عن المسيح بن مريم كان أول المدافعين عن سيدنا عيسى لأننا إن لم نؤمن بعيسى نكن من الكافرين ونحن بإذن الله لسنا بذلك .
مع تمنياتي لكم بالهداية وتحر العلم الدقيق من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال
أ . د / محمود مهني محمود
عضو هيئة كبار العلماء