الاثنين، 5 مارس 2012

من اخلاق الإسلام


من اخلاق الإسلام
طالعتنا الصحف ووسائل الإعلام بمهاترات وشروع في قتل وإحادث مصائب بين أبناء الأمة ، منها على سبيل المثال الإعتداء شبه القاتل على الدكتور أو الفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية وسائقه ، وكذا الإعتداء اللفظي وسوء الأدب على السيد عمرو موسى المرشح المحتمل ، وكذا الإعتداء على أحد أعضاء مجلس الشعب ، فأخذت أقرأ كتاب ربي وسنة نبيي محمد صلى الله عليه وسلم ، فوجدت أن تلك الأعمال لا يفعلها أهل الدين ، وإنما يفعلها الخارجون على الدين والقانون والأخلاق ، فهذا القرآن الكريم يقول لسيد الخلق ( ص ) عن المعاندين ( وأهجرهم هجرا جميلاً ) ، ولما استشهد عمه حمزة في أحد قال الله تعالى له : { وَإِن عاقَبتُم فَعاقِبوا بِمِثلِ ما عُوقِبتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِّلصابِرينَ} سورة النحل ، فورد أن النبي (ص) قال { نصبر ونحتسب يارب} ، كما ورد العفو الشامل الذي هو من أخلاق الحبيب محمد في فتح مكة الذين أخرجوه وطاردوه وعادوه وعاندوه ، ماذا قال نبيكم العظيم لما ملك وفتح مكة ، لقد قال :( أيها الناس ما تدرون أني فاعل بكم اليوم ، قالوا أخ كريم وابن أخ كريم ، قال الحبيب سيدنا محمد:( لا تسريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، اذهبوا فأنتم الطلقاء )
وصدق شوقي إذ يقول :-
بك ياابن عبد الله قامت سمحةُ       بالحق من ملل الهدى غراء
قامت على التوحيد وهو حقيقة       نادى به سقرط والقدماء
فإذا رحمت فأنت أم أو أب          هذان في الدنيا هم الرحماء
وبعد انتقال النبي إلى الرفيق الأعلى اختلف المهاجرون والأنصار فيمن يكون الأمير فقال الأنصار نحن أنصار الرسول فنحن أولى ، وقال المهاجرون كذلك ، ولكن عمر جاء وقال إختارك الرسول (ص) يا ابا بكر لديننا إذ جعلك إماما تؤمنا أفلا نختارك لدنيانا ، ومد عمر يده مبايعاً الصديق أبا بكر ومن بعد عمر تتابع المسلمون مبايعين ، وهنا انتهت القضية ، فلا عبث ولا ثبات ولا رفع سلاح ولا شيءاًً مما يجري في مصرنا العزيزة صاحبة الحضارة ،
والله إن ما يحدث في مصر لجنون ، جعل الدول تضحك علينا وتقول اين حضارة سبعة ألاف عام ، ومما زاد الطين بله موقف أعضاء هيئة التدريس في الكليات العملية والشرعية في فرع أسيوط الذين ينادون بإستقلال فروع الجامعة الأزهرية عن الجامعة الأم في القاهرة وبدلاً من هذا المطلب الذي يميت الجامعة العالمية فإن هناك إقتراحات بديلة أولها : أن يكون لنائب رئيس الجامعة في الإقليم إختصاصات رئيس الجامعة من حيث المالية والطلابية والعمالة والموظفين بحيث تكون الإختصاصات في يده كامله حسب نص القانون
ثانياً : أن تكون الدراسات العليا في كل كلية في كل إقليم بحيث لا تكون الدراسات العليا في الأقاليم في القاهرة لأنها تؤدي إلى ضياع العلم وتؤدي إلى ظهور العصبيات والقبليات التي يرفضها الإسلام كما تحيي النعرة القاتلة هذا صعيدي وهذا بحراوي وهذا قبلي وذاك بحري ، كما أنها تبعث في نفوس الطلاب عدم احترام الأساتذه على بعض ، علماً بأن علماء الأقاليم من خيرة علماء الدنيا وهم وابناء القاهرة في العلم سواء ، فلا تفاضل بين عالم في القاهرة وأخر في الأقاليم ، ونتيجة لوجود الدراسات العليا في القاهرة جعل الطلاب ينصرفون عن جامعة الأزهر خاصة البنات والفقراء ، وهذا ما ناديت به أيام أن كنت نائباً لرئيس الجامعة عن فرع أسيوط ، ولكن قوبل بالرفض وقلت إننا ندرس للطلاب في المادة الواحدة عدة مراجع من كتب التراث ويعلم الله عز وجل أننا كنا نبذل جهدنا وعرقنا من أجل هذه الدراسات وانجاحهها حتى إن طلابنا كانوا يتخرجون بإمتياز وجيد جداً وجيد وهذا ما كان سبباً في تحويل الدراسات العليا إلى القاهرة لعدم الثقة في علماء الأقاليم ، وبعد أن حولوها إلى القاهرة كانت المادة من تأليف الأساتذة والطلاب موجودون واسألوهم .
ثالثاً : اعادة الثقة بين المركزية واللامركزية واعادة النظر في البغيضة من علماء القاهرة لعلماء الأقاليم ، فمن علم ابناء القاهرة هو الذي علم ابناء الأقاليم وعندنا والحمد لله علماء أفزاز يناقشون الرسائل العلمية على مستوى الجمهورية بل والعلم العربي ،
وأنا والحمد لله واحد منهم ناقشت في جامعة الأزهر وجامعة المنيا وجامعة أسيوط ، وناقشت طلاباً من اليمن ومن السعودية ومن الأردن ومن العراق بل ومن امريكيا ، فكيف يقولون إن علماء الأقاليم ليسوا بأمناء ، هذه مقترحات ابثها لعلها تجد أذانا صاغية واعية ، ثم إني أقول في النهاية إن تقسيم الأزهر مرفوض لأنها بغية الأمركان والاتحاد الأوروبي واسرائيل والفرق والجامعات والمذاهب في مصر التي لا تريد بالأزهر خيرا، فالأزهر جامعة عالمية لاتحتمل التقسيم بأي وضع من الأوضاع وشيخ الأزهر الأستاذ الدكتور الطيب رجل فاضل ويحرص على عدم تقسيم الأزهر منذ أن كانت الدعوة لتقسيمه موجودة ، اول الرافضين لها كان هو، نشد على يديه قائلين له إثبت على ماأنت عليه من عدم التقسيم تحت أي بند من البنود فالأزهر أزهر ، ليس هناك أزهر أسيوط ولاأزهر الوجه البحري ولا أزهر القاهرة ، كلنا منطوون تحت راية الأزهر العالمي وليس الأزهر المقسم هنا وهناك
وإلى لقاء
أ . د . محمود مهني محمود