الاسلام وموقفة من الحاكم
بعد أن وفق الله أبناء 25يناير من هذا الإنجاز
العظيم علينا أن نتخلق بأخلاق ثورة 25 يناير التي كانت كرامة من الله عز وجل للشعب
المصري ، إذ قام هؤلاء الشباب بالكلمة فقط بتغيير نظام مستبد فرعوني دون أن
يستخدموا سلاحاً أو يسفكوا دماءاً ، ولكنهم نادوا بالإصلاح وبأن يرحل ذلك
الديكتاتور الذي مزق مصر إلى شيع وأحزاب وفرق وجماعات ، فكان فعل الأمر ( إرحل )
مدافع وطائرات وصواريخ عابرات هدت النظام وزلزلت أركانه بل أزالته من الوجود ،
فهؤلاء الشباب أمٌثلهم وأشٌبههم بالرعيل الأول مثل المقداد بن عمرو ، وسعد بن معاذ
حيث قالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( إمض يارسول الله بما أمرك الله ، فوالله
لانقول لك كما قال بنو اسرائيل لموسى ، اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون )
ولكنا نقول لك يارسول الله إذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ، إنا لصبرٌ في
الحرب صدقٌ عند اللقاء ، ولعل الله يريك منا ماتقر به عينك ، فحارب من شئت وسالم
من شئت وخذ من أموالنا ماشئت وأترك لنا منها ماشئت ، وما أخذته منا أحب إلينا مما
تركته إلينا .
الخلق الأول الذي تحل به أبناء الخامس
والعشرين من يناير 2011 كان الحب الذي جمع بين قلوبهم
الخلق الثاني الإقبال على الله عبادةً
ومنهجاً وسلوكاً ، فالمسلم كانت القبلهٌ أمامه ويحميه المسيحي ، والمسيحي كان إلى
بيت المقدس متجهاً ويحميه المسلم ،
وهذه هي مصر التي لا تعرف الفرق بين بنيها ،
فكلكم عند الشدائد سواء ، والدليل على ذلك أنا شخصياً كان معي زملاء من المسيحيين
في السادس من اكتوبر 1973 م على خط النار ، كنا نأكل معاً ونشرب معاً ونحارب العدو
معاً ، وكان الواحد إذا ما أهمه شيئاً نادى أخاه المسيحي أو أخاه المسلم ، وهذا ما
كان في الخامس والعشرين من يناير 2011 م .
أيها الشباب المصري أنتم تعيشون في بلد ذكرت
في القرآن مرات ، وما ذلك إلا لمحبة الله إياها ومحبة رسول الله الذي قال ( إن فتح
الله عليكم مصر فإتخذوا منها جنداً كثيفاً ، فإن جندها خير أجناد الأرض ،
ولايزالون في رباط إلى قيام الساعة ) ورسول الله علمنا المواطنة فقال ( استوصوا
بأهل مصر خيراً فإن لكم فيهم ذمة ورحمة ) لأن المصريين صاهروا النبي الكريم فأهدوا
إليه عسل بنها ، وماريا القبطية المصرية ، وبعض الأطباء ، ولم يرزق من الأولاد من
بعد خديجة إلا من ماريا بإنجابها إبراهيم عليه السلام له صلى الله عليه وسلم ، ومن
هنا صرنا أخوالاً للعرب وللمسلمين .
فيا شباب مصر يا أبناء عمرو وخالد والمقداد
جزاكم الله خيراً على ماقدمتموه لمصر من قضائكم على رأس الفراعين الذي فاق فرعون
في كل كيد لهذا الدين ولعلماءه وابناءه ، فكأنه لا يوجد في مصر سواه ومن يعول
وزمرة الشياطين التي كانت من حوله ، وصدق الله إذ يقول ( ونريد أن نمن على الذين
استضعفوا في الأرض ونجعلهم آئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض )
وأحب أن أطمأنكم بأن ورائكم شباباً وشيوخاً
يؤيدونكم ويؤيدون مطالبكم لأنكم أشبال مصر وأبناءها البرره
فتحية لكم في عام ثورتكم الأول
وإلى لقاء
دكتور محمود مهني محمود
0 التعليقات:
إرسال تعليق