الاثنين، 10 ديسمبر 2012

الأزهر مرجع عالمي


إن مجمع البحوث الإسلامية اخذ قراره في إلغاء الإعلان الدستوري إرضاءا ً للأمة ومنعاً ً للشغب بإعتبار أن الأزهر مؤسسة وسطيه عالمية وبإعتبار ان شيخ الأزهر شيخ للإسلام والمسلمين في العالم ، شهد بذلك الأعداء والأصدقاء على السواء فمثلاً نابليون بونابرت خرج من مصر هارباً بأوامر العلماء فسئل لم خرجت ؟ قال أخرجني ورثة محمد في مصر فكيف لو أن محمداً موجود ؟ ، وقال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق تشرشل : لن نستطيع أن نضعف الإسلام ونسكت المسلمين إلا بإزاحة الكعبة والمصحف والأزهر ، ومن هذا المنطلق كانت قرارات الأزهر كلها لصالح العالمين العربي والإسلامي وبقية العالم ، من أجل ذلك استجاب رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي لقرار مجمع البحوث الإسلامي والغى الإعلان الدستوري استجابة للأزهرالذي يمثل الشعب بجميع طوائفه مسلمين كانوا او مسيحيين ، بل إن الكنيسة المصرية تثق في الأزهر وآمنت بقراره المأخوذ في السادس من ديسمبر 2012 وهو قرار تجميد الإعلان الدستوري ، ورغم ذلك يظهر على السطح بعض الناس ويقولون لا نثق في شيخ الأزهر ولا في قادة الأزهر علماً بانهم تلامذه لهولاء الذين يوجهون إليهم سهامهم ، وأقول لهم من العيب الكبير أن يعلم الناس قيمة الأزهر وقوة رجال الأزهر وتأتوا انتم لتهاجموا الأزهر بقياداته وهذا ما اعتبره عدم اعتراف بالجميل وخاصة لأساتذتكم الذين علموكم في الثانوي والكليات والدراسات العليا واخرجوكم برسائل علمية عالمية ، ومع ذلك توجهون اليهم سهام نقدكم وهذا إن دل فإنما يدل على انطماس البصيرة وعدم العرفان بالجميل ،
واترك المجال للقارئ الكريم ليحكم بين التلاميذ واشياخهم  ...
ولي سؤال أخر ؟
هل ما يقوم به بعض الشباب في الدعوة إلى الله عز وجل بالأساليب المهترأه بل والخادشة للحياء هل يعد ذلك من باب الدعوة ؟! هل من يقول قال الله تعالى ثم يوسط بين قول الله تعالى وبين كلام رسولهِ قولاً نابياً او عبارة فجة هل يعد ذلك من باب الدعوة ؟!
اجيبوني ياشباب الدعوة رحمكم الله خاصة وأن الله اجرى على أيديكم معجزة بثورتكم المباركة فأرجو أن ترتفعوا بأساليبكم إلى قمة هذه الثورة التي قضت على الباطل والمبطلين واللوصوصية وما شابهه من انحراف عن الدين واعلموا ان الله ايدكم وسيؤيدكم طالما تريدون وجه الله ثم الإسلام ...
قال أحد المسلمين :
أبي الإسلام لا أبا لي سواه        ::        إذا افتخروا بقيس او تميم
وقال آخر:
ومما زادني شرفاً ً وتيها           ::        وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك ياعبادي        ::        وأن صيرت أحمد لي نبيا

ياشباب الإسلام لا نريد نصاً ً اسلامياً ً دون تفعيل لأن الله لم أراد انزال القرآن اراده نصاً ً مفعلاً بيننا حلنا وترحالنا وحركتنا وسكوننا قائلاً لنا ( وافعلوا الخير ) ، وذم من لم يفعل الخير فقال : ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً ً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) 

ومما يحضرني شعراً قول أحد الشعراء :-
تصف الدواء لذي السقامي وذي الضنى  : :       كيما يصح به وانت سقيم
ابدأ بنفسك فإنهها عن غييها                : :       فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فالآن يسمع ما تقول ويشتفى               : :       بالقول منك وينفع التعليم
لا تنهى عن خلق وتأتي مثله                : :       عار عليك إذا فعلت عظيم  

أيها الشباب نحن نسمع ونطيع ولو لعبد حبشي كما اخبرنا بذلك النبي صل الله عليه وسلم ، فأسمعوا واطيعوا للقيادة الشرعية وكفانا فتنناً وإحنناً وعداوة وقتل بعضنا بعضاً انطلاقاً من قوله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ً ولا تفرقوا )
  وبقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )
وبقوله عليه الصلاة والسلام ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ، قيل يا رسول الله القاتل فما بال المقتول ، قال إنه كان حريصاً على قتل صاحبه ) وهذا الحديث ينفي الشهادة عمن يقتل أخاه

أ . د . محمود مهني محمود 
عضو هئية كبار علماء الأزهر

هناك تعليق واحد: