الأربعاء، 14 يوليو 2010

الرد على مقال انيس منصور

بسم الله الرحمن الرحيم

جاء في الأهرام أول أمس الموافق الأثنين 12 / 7 / 2010 تحت عنوان " مواقف " للكاتب أنيس منصور ، قال في هذه المواقف أن هناك فرقا بين المزة والقمر ، فالبنت لا تحب أن يقال لها يا موزة لأن هذا تحرش جنسي ويجوز أن يقول لها يا قمر لأن القمر بعيد لا يمكن لمسه ،
وأنا أقول لك يا سيد أنيس ليس اللفظان من حقك أتريدني أن أقابل ابنتك وأقول لها لفظاً من هذين اللفظين ، والشاعر العربي يقول :
أصون عرضي بمالي لا أدنسه            لا بارك الله بعد العرض في المال
احتال للمال ان أودي فأجمعه              ولست للعرض ان أودي بمحتال
هذا أولا
أما قولك ثانياً : " ان النبي كان يأمر أن يشرب الماء مرة واحدة وكذا الخمر "
فإنني أحب أن أقول لك أن نبينا وجميع الأنبياء معصومون من الرذائل قبل الرسالة وبعدها ، فما أمر النبي قبل الرسالة وبعدها بشرب الخمر لا مرة واحدة ولا على دفعات ،
وأنني أحب أن أقول لك لقد افتريت على النبي افتراءاً عظيماً ، ألست تقرأ القرآن ؟ :-
• بين الله ان مصدر الخمر معروف فقال تعالى " وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " أي في زعمكم الآية (67) من سورة النحل .
• ثم لما بدأ الناس يشربون بكثرة وبدأت بعض النفوس الحية تتساءل بينها وبين نفسها " ما حكم هذه الخمر ؟ " فيتنزل قول الله تعالى " يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ " الآية (219) من سورة البقرة ، أي أن في الخمر مضار ومنافع لمن يتاجرون فيها كالذين يبنون الأبراج ويلتحقون بأعلى الوظائف من أهل الخمور والمخدرات إلا أن ذنبها عظيم وضررها جسيم .
• ثم إقرأ الآية الثالثة لما صلى بعض المسلمين الصلاة وهم سكارى أخطأوا في آيات القرآن الكريم فنهى الله المسلمين عن الشرب في هذه الأوقات وباعد بين الأوقات ليتسنى لهم التخلص منها نهائيا ونزل قوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ .... " الآية ( 43) من سورة النساء
• ثم قال عمر في النهاية اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافياً فنزلت آية التحريم النهائية وبينت الأسباب ، قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ " الآيتين (90) ، (91) من سورة المائدة
فيا سيد انيس من يتنزل عليه مثل هذا يقال أنه قد أمر بشرب الخمر مرة واحدة ، ألا تعلم ان ابى بكر الذي هو صحابي وليس بنبي لم يشربها في جاهلية ولا في إسلام فقيل له لماذا يا أبا بكر لم تشرب الخمر قبل الإسلام وبعده ؟ فقال الصديق رضي الله عنه " صونا لعرضي وحفظاً لكرامتي " ،
فقل لي بربك يا سيد أنيس " ابو بكر لم يشرب الخمر " والنبي أمر كما قلت بشرب الخمر، ألا يكون أبا بكر مخالفاً لذلك ...
ثم أن ابى بكر بين أن في الخمر ضياعاً للعرض والشرف ، ومحمد يأمر بهذا ؟ أفيجوز أن يكون أبو بكر متبعاً رسولاً يأمر بالخمر ....
اتقي الله يا سيد أنيس واعلم أن الإتحاد السوفيتي قبل أن يتفكك ، والولايات المتحدة الأمريكية أقوى قوة في العلم بذلوا ملايين الدولارات من أجل صرف الناس عن الخمر لما فيها من أضرار قاتلة وضياع للثروات وانحدار للمجتمعات وانتشار للإباحية التي تراها بأم رأسك يا أنيس .
• إننا نحب كتاباتك ولكن بدأنا نأخذ حذرنا منك حيث أدخلت نفسك في شيء لم تقرأ عنه ولم تفهمه ،
• إقرأ كثيراً عن الرسول ، اقرأ الكتاب المقدس بمجموعية العهد القديم والعهد الجديد ، اقرأ القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، اقرأ تاريخ هذه الأمة يعطيك الله صورة جميلة عن الإسلام الذي تخافون منه قبل أن تقرءوه كما تفعل امريكا تماما ، إلا أن بلاءنا نحن المسلمين على الإسلام أفظع وأفظع وأفظع

أ . د . / محمود مهني محمود
نائب رئيس جامعة الأزهر الشريف
وعضو مجمع البحوث الإسلامية

هناك تعليق واحد:

  1. حفظك الله ياأستاذنا الفاضل ورفع بك راية الإسلام خفاقة عالية
    ا/ نجوى عبد المنعم محمود

    ردحذف