الأحد، 5 فبراير 2012

الإسلام وموقفه من الحاكم


الاسلام وموقفة من الحاكم

بعد أن وفق الله أبناء 25يناير من هذا الإنجاز العظيم علينا أن نتخلق بأخلاق ثورة 25 يناير التي كانت كرامة من الله عز وجل للشعب المصري ، إذ قام هؤلاء الشباب بالكلمة فقط بتغيير نظام مستبد فرعوني دون أن يستخدموا سلاحاً أو يسفكوا دماءاً ، ولكنهم نادوا بالإصلاح وبأن يرحل ذلك الديكتاتور الذي مزق مصر إلى شيع وأحزاب وفرق وجماعات ، فكان فعل الأمر ( إرحل ) مدافع وطائرات وصواريخ عابرات هدت النظام وزلزلت أركانه بل أزالته من الوجود ، فهؤلاء الشباب أمٌثلهم وأشٌبههم بالرعيل الأول مثل المقداد بن عمرو ، وسعد بن معاذ حيث قالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( إمض يارسول الله بما أمرك الله ، فوالله لانقول لك كما قال بنو اسرائيل لموسى ، اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) ولكنا نقول لك يارسول الله إذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ، إنا لصبرٌ في الحرب صدقٌ عند اللقاء ، ولعل الله يريك منا ماتقر به عينك ، فحارب من شئت وسالم من شئت وخذ من أموالنا ماشئت وأترك لنا منها ماشئت ، وما أخذته منا أحب إلينا مما تركته إلينا .
الخلق الأول الذي تحل به أبناء الخامس والعشرين من يناير 2011 كان الحب الذي جمع بين قلوبهم
الخلق الثاني الإقبال على الله عبادةً ومنهجاً وسلوكاً ، فالمسلم كانت القبلهٌ أمامه ويحميه المسيحي ، والمسيحي كان إلى بيت المقدس متجهاً ويحميه المسلم ،
وهذه هي مصر التي لا تعرف الفرق بين بنيها ، فكلكم عند الشدائد سواء ، والدليل على ذلك أنا شخصياً كان معي زملاء من المسيحيين في السادس من اكتوبر 1973 م على خط النار ، كنا نأكل معاً ونشرب معاً ونحارب العدو معاً ، وكان الواحد إذا ما أهمه شيئاً نادى أخاه المسيحي أو أخاه المسلم ، وهذا ما كان في الخامس والعشرين من يناير 2011 م .
أيها الشباب المصري أنتم تعيشون في بلد ذكرت في القرآن مرات ، وما ذلك إلا لمحبة الله إياها ومحبة رسول الله الذي قال ( إن فتح الله عليكم مصر فإتخذوا منها جنداً كثيفاً ، فإن جندها خير أجناد الأرض ، ولايزالون في رباط إلى قيام الساعة ) ورسول الله علمنا المواطنة فقال ( استوصوا بأهل مصر خيراً فإن لكم فيهم ذمة ورحمة ) لأن المصريين صاهروا النبي الكريم فأهدوا إليه عسل بنها ، وماريا القبطية المصرية ، وبعض الأطباء ، ولم يرزق من الأولاد من بعد خديجة إلا من ماريا بإنجابها إبراهيم عليه السلام له صلى الله عليه وسلم ، ومن هنا صرنا أخوالاً للعرب وللمسلمين  .
فيا شباب مصر يا أبناء عمرو وخالد والمقداد جزاكم الله خيراً على ماقدمتموه لمصر من قضائكم على رأس الفراعين الذي فاق فرعون في كل كيد لهذا الدين ولعلماءه وابناءه ، فكأنه لا يوجد في مصر سواه ومن يعول وزمرة الشياطين التي كانت من حوله ، وصدق الله إذ يقول ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم آئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض )
وأحب أن أطمأنكم بأن ورائكم شباباً وشيوخاً يؤيدونكم ويؤيدون مطالبكم لأنكم أشبال مصر وأبناءها البرره

فتحية لكم في عام ثورتكم الأول

وإلى لقاء
دكتور محمود مهني محمود

0 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق