الاثنين، 7 يناير 2013

رسالة شكر وعرفان



بسم الله الرحمن الرحيم
من منن الله تعالى عليَ أن فضيلة المرحوم الإمام الأكبر أ .د. محمد سيد طنطاوي كان مدرس لي في كلية أصول الدين بأسيوط في السنة الأولى حتى السنة الثالثة وذهب إلى ليبيا ، ثم عينت معيداً وكان أول المهنئين لي ، وتبناني في الماجستير والدكتوراه والترقيه إلى أستاذ مساعد وأستاذ ، وتجديد وظيفتي كعميد لكلية أصول الدين ثم اختياري نائباً لجامعة الأزهر لفرع أسيوط ثم ترشيحي لمجمع البحوث الإسلامية ،

 ومن هذا المنطلق هو الإنسان الذي انتفعت به حياً ومنتقلاً إلى الرفيق الأعلى ، فقد كان بالنسبة لي أباً وصديقاً وأخاً وكل شيء في حياتي ، فمن الذين لهم الفضل عليً بعد الله أبي وفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي رحمه الله ،
ويوم أن انتقل  إلى الرفيق الأعلى بالسعودية كنت تائهاً لا أعرف ماذا جرى إذ كنت وقتها بمنزلة الطفل الصغير الذي فقد أباه على غفلة ولكن الله عز وجل ثبتني فأقيم حفل تأبين له في جامعة سوهاج فأختارني فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب ممثلاً له في حفل التأبين وكان موجوداً في هذا الحفل كل الفئات من المسلمين والمسيحيين والقساوسة وعلماء الإسلام لأن الرجل كان يحب السلام ويدعو إلى الوئام ، فتكلمت في هذه الموضوعات ففوجئت بمذيع الحفل يقول أن المرشح الأول لجائزة السلام والتسامح الديني بين أبناء البشر دون علم مني ودون انتظار لها ، ثم عقدوا الشروط وتقدمت بسبع عشر كتاباً وعشرات الأشرطة المسجلة وكلها تدعو إلى التسامح ، وتقدم معي أربع وعشرون هيئة إسلامية على المستوى العالم العربي والإسلامي إلا أن أبحاثي هي التي فازت بأول جائزة تقدمها جامعة سوهاج ،

ففضيلة الإمام الأكبر المرحوم الشيخ طنطاوي اختار الله لوفاته الزمان والمكان المناسبين ، فالزمان قبل الثورة والمكان في البقيع وصلى عليه اكثر من مائتي ألف مصلي يأمهم الشيخ الحذيفي ،
ومهما قلت في شيخنا الراحل فلن أوفيه حقه لأنني أقسم بالله عرفت اليتم ثلاث مرات ، يوم موت أمي وأنا في العاشرة ، وموت أبي وأنا دكتور ، وموت الشيخ طنطاوي وأنا نائباً لرئيس الجامعة ،
فرحمة الله على شيخنا الذي عندما كان يفسر القرآن الكريم كأنما كان ينظر إلى الغيب من وراء ستر رقيق ، فأسأل الله لك يا شيخنا الجنة ورؤية الله عز وجل ورققة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء والمرسلين. 
                            
                                  فهذه شهادة شكر وعرفان مني لك ياشيخنا           

                          ابنك الأستاذ الدكتور محمود مهني محمود
                              نائب رئيس جامعة الأزهر سابقاً
                                 وعضو هيئة كبار العلماء



                          
                                   

هناك تعليق واحد:

  1. إن فضيلة الإمام محمد سيد طنطاوي وهو مشرف علىّ في رسالة الدكتوراه كنت اذهب إليه في مدينة مصر فيقول لي يا محمود يا ابني انت نازل فين النهاردة ، فأقول له إني حاجز في الفندق فيقول البيت يا ابني واسع وأنا مثل والدك ،
    وفي اثناء مناقشة رسالة الدكتوراه ومن الطرف الجميلة له لما ناقشني الأساتذه ( أ . د . أبو فرحة ، وفضيلة الشيخ محمد بحيري إبراهيم ) توسعت أنا في مادة أو في عنصر من عناصر الرسالة فقال لي المناقش أنت توسعت بدون داع ، وهنا انبرى فضيلة الإمام مدافعاً عني وقال أثناء المناقشة وكانت البلدة معظمها موجوداً فقال إن ابننا الشيخ محمود رجل كريم قدم مائدة عليها كل فنون الأطعمة فمن أراد أن يأكل من هنا أكل ومن أكل من هنا أكل فهذا يعد من ميزات الرسالة ومن ميزات ابننا محمود ، وهنا ضج التصفيق لفضيلة الأب رحمة الله عليه ، واعطاني الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى ،
    فمهما كتبت عن فضيلة الشيخ لن أوفيه حقه ، فهو أب وأخ وصديق وحبيب وعم وكل شيء بالنسبة لي بعد الله ورسوله والصحابة ،
    ومن هنا اختار الله في حياته الرضا من كل من يراه ويفهمه لأنه كان رجلاً ظاهره وباطنه يستويان ،
    ووالله إني أراه في الرؤيا يتللألأ كالبدر في ليلة التمام ، وعقب رؤياه مباشرة تأتني أمنية كانت متعثرة ،
    وفي تلاوته رضي الله عنه للقرآن كأن نسيج وحده فكان يقرأ بترتيل وخشوع وبكاء ، وأشهد أنني حضرت له محاضرة ذات ليلة في أسيوط وكان عنوانها التفكر في خلق السموات والأرض فبكى وأبكى الناس ،
    ويحدثني صديق يسجل في التلفاز المصري قال : ذهبت لأسجل حلقة فقال لي المخرج هذا الكرسي الذي ستسجل عليه يا دكتور مختار جلس عليه الدكتور طنطاوي فبكى بكاءاً مراً عندما كان يتلو القرآن ولم نستطع أن نسجل له الحلقة إلا بعد أن انتهى من نوبة البكاء ،
    فماذا يقول الإنسان عن الشيخ طنطاوي العالم الأستاذ الإنسان المخلص المهذب الذي ما أغتر يوماً من الأيام بل كان يكره الغرور وأصحابه ، وكان ذا سمت حسن ومشية تشبه مشية الرسول صلى الله عليه وسلم ، كان إذا مشى أسرع وإذا تكلم أسمع وإذا ضحك ابتسم وعند ابتسامته كأنما النور يتفجر من وجهه
    فرضي الله عنه وأرضاه
    ابنك أ.د. محمود مهني محمود

    ردحذف