الثلاثاء، 22 يناير 2013

حكم التطاول على شخص رئيس الجمهورية



بسم الله الرحمن الرحيم
سؤلت سؤلاً عن حكم التطاول على شخص رئيس الجمهورية ؟؟
فرددت وقولت أن هذا بمثابة رجل آمير للمؤمنين ، فأنتم ياشعب مصر مؤمنون ورئيس الجمهورية أمير المؤمنين ،
فكتب البعض من القارئين إن هذا نفاق ، فأي نفاق في وصفكم أنكم مؤمنون وأنه أمير لكم ، فإن كان هذا نفاقاً فيعد نفاقاً للشعب المصري لأنني وصفتهم أنهم مؤمنون وأن رئيس الجمهورية أميرهم ، فهل يعد هذا نفاقاً ياعقلاء الأمة ، وأن التطاول على أي إنسان يعتبر خروج على التعليمات الإسلامية لأن الله تعالى قال : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ ) ، والنبي صلى الله عليه وسلم سؤل عن الغيبة فقال : ( ذكرك اخاك بما يكره ، قال ارأيت إن كان ذلك في أخي قال إن كان فيه ما قلت فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما قلت فقد بهته ) ، فلا يجوز لنا التطاول على الناس حتى على من يخالفنا في العقيدة انطلاقاً من قوله تعالى : ( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) ، ومن قوله تعالى ) :  وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً) ومن قوله تعالى : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ...) ، فضلاً عن تلك السخرية انتقاصاً من مصر ورجالها ، كما يعد ذلك إهداراً لكرامة المصريين لقول النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من لم يرحم صغيراً ويوقر كبيراً ويعرف لعالمنا حقه ،
ومن هذا المنطلق فإن ديننا يأمرنا بإحترام الكل لا بالسباب ولا باللعن لن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا سباباً ولا لعاناً ، ومن هنا قال له ربه ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )
 وصدق من قال : -
نبئت أن رسول الله أوعدني   :: والعفو عند رسول الله مأمول
مهلاً هداك الذي اعطاك نافلة :: القرآن فيها مواعيظ وتفصيل
إن الرسول لنور يستضاء به :: مهند من سيوف الله مسلول
ومن هنا قال شوقي مادحاً النبي صلى الله عليه وسلم :-
وإذا رحمت فأنت أم أو أب :: هذان في الدنيا هما الرحماء
ومن أجل ذلك أقول يجب أن نتعلم من القرآن والسنة آداب الحوار وآداب الجدال ، فلا تسب ولا تلعن ولا تفحش حتى من عادانا انطلاقاً من قوله تعالى : ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) ، وقوله تعالى : ( وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لّلصّابِرينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مّمّا يَمْكُرُون ) ،
فرجاءنا يا شعب مصر أن تكون السنتنا عسلاً وأن يكون منطقناً شهداً وأن تكون أخلاقنا حسنة يقتضي الناس بها لأن بلدكم من خير البلاد لأنها ذكرت في القرآن اربع وثلاثين مرة ، اربع مرات تصريحاً وثلاثون مرة تلميحاً ، فكونوا عند ظن نبيكم القائل في شأن مصر ( لإن فتح الله عليكم مصر فإتخذوا منها جنداً كثيفاً لأن جندها من خير اجناد الأرض ولا يزالون في رباط إلى قيام الساعة )،
وأنا والحمد لله كتبي تدل على أفكاري فقد طالبت منذ الثمانيات في كل كتبي بتحكيم الشريعة في كل أمور حياتنا بدءاً من سنة 1980 م حتى اليوم ، وارجعوا إلى كتبي تروا ذلك الذي أقوله ، زد على ذلك أننا لم نطلب من أحد من الدنيا مناصب ولكنها جاءت إلينا دون سؤال ، وما سألنا أحداً من الناس قط ولكن سؤالنا كله لرب الناس ، فالكراسي لا تدوم والمناصب لا تطول والقبور مستعدة للقبول والإستقبال لمن كان عنده عقل أو قلب والقى السمع وهو شهيد
                                         
                                               مع تحياتي لكم جميعاً
                                       والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                                                  الفقير إلى الله 
                                           أ.د. محمود مهني محمود
                                           عضو هيئة كبار العلماء

0 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق