السبت، 5 مارس 2011

أصحاب الثورة البيضاء ثورة 25 يناير



بسم الله الرحمن الرحيم
أبناءنا الأعزاء وشبابنا الأوفياء أبطال الخامس والعشرون من يناير أصحاب الثورة البيضاء  
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أولاً : أهنئكم بنجاح ثورتكم يا أبناء مصر المذكورة في القرآن ثلاثا وثلاثين مرة " خمس مرات تصريحا وثماني وعشرون تلميحا  أقول لكم لقد غيرتم خريطة العالم وجعلتم من مصر أمة رائدة حضارية من الطراز الأول في وقت ظن فيه العالم أن مصر ماتت وشبعت موتا ، ولكن الله العزيز القدير أرسلكم في هذا الوقت لتقولوا للدنيا كلها ، إن مصر هي أم أبناء خير أجناد الأرض  فقمتم مباركين لكشف الفساد والمفسدين الذي قاومته من فوق المنبر خمسة وثلاثين عاما  والأشرطة موجودة بذلك حتى إن الناس كانوا يعتقدون بعد كل خطبة أنني سأعتقل ، فجئتم أنتم بأفكاركم ورجولتكم وأيدتم ما قلناه بالفعل الجميل والتصرف الحكيم حتى جعلتم العالم يفخر بأن في الدنيا بلد تسمى مصر  ومكثتم الليالي والأيام وانتم تنادون بالحرية والعدالة الاجتماعية ووضع سقف للمرتبات والحوافز التي كانت جائرة من أمثال من كان يأخذ في الشهر ملايين أو مئات الألوف  جعلتموهم الآن يبكي بكاءً لا يفيد ويصرخ صراخا لا يجيد  وكم قلت لهم قول الشاعر:
                      هي الدنيا تقول بملء فيها                  
                      حذاري حذاري من بطشي وفتكي 
                      فلا يغرركمو مني ابتسام                   
                      فقولي مضحك والفعل مبكي
ابنائي الأعزاء ، عندما ارسل الله موسى وهارون إلى مصر حدد الله مهمتهما وأمرهما بدعوة ثلاثة اصناف من الناس إن صلحوا صلح المجتمع وإن فسدوا فسد الجميع أولهم الملك وهو فرعون ، وثانيهم البطانة وهو الوزير ، وثالثهم رجال الأعمال ، إلا أنهم كانوا فاسدين وسخروا من موسى وهارون ، وهكذا دأب الظالمين في كل مكان وزمان ،
ففرعون هو الملك وهامان هو وزير السوء وقارون هو رجل الأعمال الفاسد ، وهو ما انطبق على مصر الأن ، فالرئيس فاسد وبعض الوزراء فاسدون ورجال الأعمال كلهم أفسدوا الفساد ، فما قمتم به انتم وطالبتم به طالب به القرآن منذ آلاف السنين ، وبين الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ، إن صلاح الأمة يكمن في شخصين  فقال ( صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس ، العلماء والأمراء ،
ابنائنا الأعزاء رموز مصر وصيتي كأب لكم أن تحافظوا على ثورتكم من الإختراق ، ولقد قلت هذا الكلام امام شيخ الأزهر لزملاء لكم في مشيخة الأزهر ، إذ عرفني بهم شيخ الأزهر فقلت لهم إحذروا من ان يخترق أحد ثورتكم ، فليس عليكم رقيب إلا الله لأنكم غيرتم مجرى تاريخ مصر بل مجرى العالم كله ، وجعلتم من مصر بلدا ابيا حراً ستكون رائدة كما كانت بل وأعظم تحقيقا لقول المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( إن فتح الله عليكم مصر فإتخذوا منها جنداً كثيرا فإن جندها خير أجناد الأرض ولا يزالوا في رباط إلى قيام الساعة ، ونصيحتي لكم ابنائي الفضلاء أنكم اوصلتم الرسالة وبلغتم الأمانة ونصحتم الأمراء والمجتمع ، فلا تتعجلوا الأمور ودعو المجلس العسكري يعمل فإنهم جنود مصر البواسل ، ولقد استمعوا إليكم وهم الآن يعملون صباح مساء ويستمعون إليكم وكلنا نستمع ، ثم اوصيكم وإياكم وتصفية الحسابات ، ثم أوصيكم بالعمل والعمل الجاد ، ثم اوصيكم بأن تنتهوا عن الإضرابات والإعتصامات ، فإن العالم من حولنا يعمل كيرا ويتكلم قليلا ، فانتم ابناء هذا البلد فلا تتعجلوا الأمور لأن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ليعلم عباده التأني في الأمور وعدم العجلة في تحقيق النتائج لأن اصحاب المنطق يقولون إن لكل شيء مقدمتين ،
                والشمس لو ظلت في الأفق واقفة                            
                 لملها الناس من عجم ومن عرب
                 والتبر كالترب ملقى في اماكنه                      
                 والعود في أرضه نوع من الحطم
                 فإن تغرب هذا عز مطلبه                           
                 وإن تغرب ذاك عز كالذهب
المقصود يا ابنائنا العمل الجاد تحقيقا لقول الملك ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
وإلى لقاء
والدكم دكتور / محمود مهني محمود
عضو مجمع البحوث الاسلامية
ونائب رئيس جامعة الأزهر سابقا