الأربعاء، 25 أغسطس 2010

عشر جمل مستقلات في آية من القرآن فيها حل مشاكل العالم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على ما لم نبي بعده ، فإن في القرآن الكريم آيتين :

أحدهما في سورة البقرة وهي آية الكرسي ، والثانية في سورة الشورى ، والآيتان مكونتان من عشرين جملة مستقلة ،

آية الكرسي عشر جمل يراها من يقرأها ، وآية الشورى مكونة من عشر جمل هي قوله تعالى " فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمْ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15) واليك أخي القارئ التفاصيل :-

الله عز وجل يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الجمل العشر أن يخاطب البشرية التي لا تدين بدينه وخاصة أهل الكتاب بالآتي :-

1- الصفة الأولى ادع يا رسولنا إلى الدين القيم بما فيه من مكارم الأخلاق ونشر الأمن والأمان وتقدم البشرية ومنع الحروب والآلام التي تؤخر الإنسان الذي كرمه الله ، هؤلاء يا رسولنا ادعهم بالحسنى دون تعنيف أو تجبر وكن بهم رفيقاً انطلاقاً من قولي لك وللمؤمنين ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن وذلك باعتبار أن لكل عقيدته فلا ممارة ولا جدال في العقائد لأن ذلك لله القائل " لكل جعلنا شرعة ومنهاجا" .

2- واستقم يا رسولنا كما أمرتك على منهجي واستمر على ما انت فيه من استقامة كما قيل لك في سورة هود " فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) " وقال الله لرسوله هذا المر ليس لكون الرسول غير مستقيم ولكنه تثبيت له على الاستقامة لأنه القدوة وكأن الله تعالى يريد بهذا الأمر الحكام والأمراء والعلماء بأنهم قدوة الأمم والشعوب ، فمتى استقام هؤلاء على المنهج الرباني استقامت المجتمعات فلا نرى غِلاً ولا حِقداً ولا صنع مؤامرات ولا سرقات ولا استيلاء على المال العام ولا قتلاً ولا سفكاً للدماء ولا استبداداً ولا حجراً على الفكر متى كان مستقيماً ، ومن هنا قال الله تعالى للمؤمنين عقب غزوة الأحزاب " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21) فالأمر هنا لرسول الله والمراد به الشعوب والحكام والعلماء .

3- ونهاه صلى الله عليه وسلم عن اتباع هؤلاء البشر الذين عبدوا الأصنام والأوسان وعبدوا المال والنساء وابتعدوا عن منهج الله فاصبح العالم كله اليوم على شفى حفرة من النار حتى إن دول الغرب بمن فيها يريدون القضاء على القيم وفرض الأهواء على المم والشعوب والدليل على ذلك أن ميخائيل جورج جورباتشوف رئيس ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي بعد ان انتهى من تفكيك بلاده ذهب الى رونالد ريجان رئيس الولايات المتحدة الأمريكيه وقدم له على طبق من ذهب الخطب التي قام على تنفيذها من أجل تفكيك الاتحاد السوفيتي ثم قال له قولته المشهورة " الآن قضينا على العدو الصغير لكم والآن بقي عدونا الأكبروهو الإسلام الذي الذي يجب القضاء عليه فكراً وعقيدة وعملاً ومنهجاً وسلوكاً فعانقه رونال ريجان وقال له " إن غداً لناظره قريب " من أجل ذلك قال الله لرسوله الكريم منذ اكثر من ألف وربعمائة عام " ولا تتبع أهوائهم .

يجب أن نصون مبادئنا وتراثنا ونحافظ عليها باتحادنا وحبنا ونقدم صناعاتنا العسكرية واستعدادنا الروحي وقتل مجتمع الكراهية الذي اصبح يسود العالم الإسلامي اليوم ، حتى انني قولت عبارة لرواد المسجد الذي أخطب فيه ما أفسد العالم اليوم إلا اتباع الأديان الثلاثة لأن الأديان لا تأمربالقتل ولا بالإباحية ولا بالربا ولا بصنع المؤامرات ولا باحتلال بلاد الغير ، كل الأديان والشرائع تنص على ذلك ، أما اصحاب الأديان السماوية للأسف الأسيف والعجب العجاب هم الذين يفسدون الآن في الأرض ، وأما غيرهم مما لا دين لهم يفعلون النص القرآني والنبوي فتجد النظام والأدب والاستعداد الروحي والعسكري والتقدم الحضاري في كل شئ مروراً أرضياُ وجوياً وبحرياً ومشاتاً فلا مخالفة لنظام ، واذكر ان احد العمداء بكلية تابعة لجامعة الأزهر باسيوط قال لي : ذهبت الى اسبانيا فمكثت عشرة ايام وانا حامل معي ادوية الضغط ، والله ما استعملت حبة ولا قرصاً علاجياً واحداً لأن هناك نظاماً يريح العين والبدن والقلب والعصاب . فقلت له يا أخي هذا هو النظام الإسلامي المفعل نصاً لا عقيدة .

ولا تتبع اهواءهم يا رسولنا واستمر على ما انت فيه من بناء وتعمير واصلاح ونشر للفضيلة بين ابناء البشرية وعلى رأسها فضيلة الإسلام انطلاقاً من قولي لك " وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) سورة الأنفال ، ومن قولي لأصحابك " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208) سورة البقرة ومن قولي ايضا " ولا يستخفنك الذين لا يؤمنون "

4- والفضيلة الرابعة إن الله عز وجل يعلم البشرية كيف أن محمدً الأمي يحترم مشاعر أهل الكتاب فقال الله له " وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب " وهذه الجملة الشريفة تبين كيف أن الإسلام يحترم مقدسات الآخر دون تمزيق أو استخفاف أو استهزاء وكأن القرآن يريد أن يرد على ذلك القس المأجور في أمريكا الذي نادى في العالم قائلاً لابد من أن نحرق المصحف في 11 سبتمبر 2010 ليكون يوماً عالمياً لحرق مصحف المسلمين ناسياً أو متناسياً أن هذا المصحف هو الذي كرم المسيح عيسى ونفى التهمة التي ألصقت من اليهود بأمه مريم العذراء ووصفها بأنها طاهرة مطهرة وأن ابنها وجيهاً في الدنيا والأخرة

هذا المصحف الذي يريد حرقه ذلك القس قال في مريم قوله تعالى " إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) سورة آل عمران ووصفها بأنها حصان عفيفة فقال في سورة التحريم مادحاً ورافعاً من شأنها " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ (12) .

الرسول صلى الله عليه وسلم احترم الإنجيل وكذا التوراة حتى لما أقيمت الحروب بينه وبين اليهود بعد نقضوا المواثيق والعهود فقد أخذ نسخ التوراة فطالبوا من النبي قائلين " يا محمد رد الينا كتابنا فرده دون أن يمسه بسوء ،

وقال تعالى في سورة البقرة " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)

سؤال

فمن الذي يحترم الأديان ؟ ومن الذي يهينها ؟
هل العالم الإسلامي حرق في يوم من الأيام انجيلاً أو توراه أو تعرض للكتاب المقدس ، سلوا التاريخ ماذا فعل التيار في العراق ؟ وماذا فعلت الحملات الصليبية المتكررة من قتل للملايين وهتك للأعراض وحرق للكتب المقدسة لدى المسلمين وما سمعنا أن قائداً مسلماً فعل صنيع ما صنع أولئك الأفاكون ،

وانني بهذه المناسبة احترم المواطن المصري نجيب ساو يرس رجل الأعمال الوطني المصري المخلص الذي جمعتني وإياه مناسبة فوجدته رجلاً يحترم مشاعر المسلمين واليهود والنصارى حتى انني رأيته يقبل أيادي حملة القرآن الكريم أمامي كما قبل أيادي القساوسة أمامي كما قام بعمل حفل تأبين لفضيلة الإمام الأكبر الراحل أ .د / محمد سيد طنطاوي حضره أكثر من عشرون ألف مستمع وبكى اثناء خطابه وقال لي بعد أن أمرني شيخ الأزهر أن أمثله في هذا اللقاء " انني احترم كل الأديان ، العقائد يعلمها الواحد الديان ، الأعمال يجب أن تكون من أجل مصر ورفعة شأن الإنسان ، ثم قال لي اعلم يا دكتور محمود انني أقول هذا الكلام الذي تقوله في كل مناسبة في أي دولة اوروبية ، أقول أن الإسلام والمسلمين يحترموننا في مصر وما كان الإسلام يوما دين ارهاب والدليل على عظمة نجيب ساويرس ووطنيته أن أكثر 90% من المسلمين يعملون في مكاتبه المنتشرة في جميع ارجاء مصر ، وهذا الرجل من اجل وفائه ووطنيته تبرع بمبلغ مليون جنيها باسم فضيلة الإمام الراحل لتكون نواة لجوائز عالمية لمن يتكلم عن التسامح بين البشر ، وفوجئت بعد انتهاء كلمتي بأن الرجل يقول للمذيع " والله دون أن أعلم شيئاً " يرشح أ . د / محمود مهني محمود نائب رئيس جامعة الأزهر كمرشح أول لجائزة التسامح في العالم لأن الذي سمعته منه اليوم إلا من النزر اليسير من الناس ، لكن منهج محمود مهني هو منهج الشيخ طنطاوي ومنهج الشيخ أحمد الطيب الأمام الحالي

وإلى لقاء

في القريب العاجل

لبقية تفسير الجمل العشر الواردة في آية الشورى

وكل عام وانتم بخير

أ.د/ محمود مهني محمود

0 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق