الخميس، 26 أغسطس 2010

بسم الله الرحمن الرحيم
ضعاف النفوس يريدون تغيير النصوص

قال الله تعالى " وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (7) من سورة الحشر، وقال تعالى " مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ......." (80) من سورة النساء ،
عشرات الآيات تثبت أن السنة حجة مثل القرآن تماما
، والسنة أربع أنواع : -

سنة قولية ، وسنة فعلية ، وسنة تقريرية ، وسنة أفعال وصفات ، صاحب هذه السنة لما اخبروه بولاية امرأة امارة عامة قال " لا افلح قوم ولوا أمرهم امرأة " ومن هذا المنطلق وجدنا جميع الأنبياء رجالاً بنص القرآن والسنة ، والمرأة لم يوجب عليها القرآن ولا السنة جهاداً ولا أعطاها حق الإمامة الكبرى ولا الإمامة الصغرى التي هي أن تكون إمامة للمسلمين في الصلاة ولا لبنات جنسها إلا ان تكون داخلة في الصف في الصلاة ، ولا أوجب عليها صلاة الجمعة ولا الجماعات ولا رأينا في تاريخ المسلمين لا في عهد النبي ولا في عهد الخلافة الراشدة ولا في عهد الممالك الإسلامية المتلاحقة خبرأً يقول لنا بأن امرأة كانت رئيساً أو أميراً لكذا من البلاد ،
ونقول لمن يدعي هذا إنك لا تفرق بين الحديث الحسن والحديث المرسل والحديث المعضل ، والحديث ثابت في الصحيحين ، ومن ينادي بهذا فقد نادى من قبل بأن يكون مفتياً ورفض طلبه لأنه لا يقرأ القرآن الكريم قراءة سليمة ، ولا يفرق بين القرآن والحديث ولا يستطيع أن ينسب الأية إلى سورتها ،
أقول هذا بناءاً على تجربة خضتها حيث كنت رئيساً لمؤتمر في القاهرة يوما ونطق من يطالب بهذا بآيات من القرآن على أنها حديث ، فجرى هرج ومرج في القاعة ، فصححت الأمر وقلت أنه قرآن وليس بحديث ،
وأخرى تطالب ايضا بأن تكون للمرأة الإمامة الكبرى وهي لا تسطيع ان تقرأ سطراً بلغة عربية سليمة ، فضلاً عن أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جاءنا بوحيين متلو وهو القرآن الكريم ما جاءت فيه آية ولو تلميحاً عن جواز أن تتولى المرأة الإمامة الكبرى أو الإمامة الصغرى وهناك وحي غير متلو وهو كل ما قاله النبي ( ص ) أو فعله أو قرره ، وأحاديثه ثابتة في ذلك ، وللسنة ثلاث أوجه : -
الوجه الأول : أن تتفق مع القرآن الكريم نصا وهنا تؤكده .
الوجه الثاني : أن تفصل المجمل وتبينه وتخصص العام وتبين لنا الفرق بين
                   المطلق والمقيد .
الوجه الثالث : ما لم ينص عليه القرآن الكريم أو يلمح وهنا دور السنة ، قال صلى الله عليه وسلم " ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان متكأً على أريكته يقول عليكم بالقرآن فما أحله فأحلوه وما أحرمه فحرموه ، ألا لا يحل لكم الحمار الوحشي وكل ذي ناب من السباع .... إلى أخر الحديث .
فعرفنا أن للسنة أوجهاً ثلاثة.
وما ورد في ملكة فارس عام يشمل كل من يأتي من النساء إلى يوم القيامة ، فليس من حقها لا إمامة صغرى ولا كبرى ، وليس واجباً عليها الجمع ولا الجماعات ولا الجهاد إلا إذا دخل العدو ديارنا ، ومما يؤسف له أن من نادى بهذا دخل حزباً سياسياً معروفاً لمصر معارضاً للحزب الحاكم وأصبح من نادى بهذا يريد أن يكون مفتي الحزب وهذا المفتي من حقه أن يكون رئيساً للجمهورية ، طموحات فارغة ، وانتساب إلى القرآنيين من حيث لا يشعر هذا المنادي بهذا المركز .
وأنا أقول في النهاية إن الإسلام بسياسته الصادقة لو تدخلت فيه سياسة اليوم لأفسدته ، لأن سياسة الإسلام واضحة لا كذب فيها ولا خلل ولا نفاق ولا مهازل ، بينما سياسة الدنيا اليوم مبنية على الكذب والمخادعات ولم يفلح السياسي إلا إذا أكل على الموائد ، ومن هنا قال الشيخ محمد عبده في سياسة العالم اليوم " لعن الله سَاسَ ويَسُوسُ وسُسْ وسَائِساً ومَسُوساً وما تصرف منها " فكأن الشيخ رحمه الله استوعب سياسات هذا الزمان فلعن السياسة بجميع مشتقاتها فكأنه يقول أن سياسة الإسلام واضحة جليلة لا يفهمها إلا معتنقوها ومن اتصفوا بالصفات التي أمر بها الإسلام ونادت به شرائع السماء .
وقل لي بربك يا من تنادي بأن تكون المرأة ملكاً أورئيساً ، هل هذا يتفق وأنوثتها وحملها وإرضاعها وما كتبه الله على بنيات أدم من أعذار فضلاً عن أن المرأة كيف تخوض حرباً أو تدعو إلى سلم أو إلى تدمير أعداءها وهي الموصوفة بالرقة والرومانسية والعطف ، اذن فلن ينصلح حال وهذه الصفات .
لا أقول ذلك انتصار للرجل ولكن احترم الوحي المتلو والوحي غير المتلو ، بينما الذين هم من ابناء جلدتنا يوولون النصوص لحاجة في النفوس ، ومن أفتى بذلك أقسم بالله أنه لا يستطيع قيادة أسرة .

 
وإلى لقاء

أ . د / محمود مهني محمود

0 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق