الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

ردود على التصريحات الفجة التي صرحت بها نوال السعداوي

ردود على التصريحات الفجة
التي صرحت بها نوال السعداوي
يوم 21 رمضان

لقد اثارت الطبيبة نوال السعدوي قضايا تدل على أنه لا تفهم الدين ولا تفهم كتب الأخر ، ولكنها منطوية على قراءة كتب هى من الدين على عداء ، والعداء ظاهر مستحكم بين الثوابت وبين هؤلاء الناس ، وأنا سوف أرد بردود : -
الرد الأول :-
هل تستطيع هي ومن ينهج منهجها أن تنكر ثوابت الطب أو الهندسة أو الكيمياء أو علوم الفلك بعد أن استقرأمرها في البشرية وأصبحت حقيقة علمية .
الرد الثاني : -
هي تستطيع أن تتكلم عن ثوابت الأخر من أهل الكتاب وغيرهم ، وأنا كمسلم أحترم ثوابت الأخر ، والدليل على ذلك الزواج الثاني عند الإخوة المسيحييين ، والطلاق لا يجوزان إلا لعلة مذكورة في كتبهم ، فلما جاء القضاء وحكم ضد هذه الثوابت ثبتت الكنيسة على رأيها وأحترمت ثوابتها ، فكنت أول من أيد الأنبا شنودة في قراره وقلت إني أحترم رجلاً يدافع عن ثوابت دينه خاصة أن عندنا في القرآن آية تقول " وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ "(47) سورة المائدة.
الرد الثالث : -
هذه الطبيبة تقول أنا لا أحترم الدين وأقدم عليه العقل ، وأنا أقول لها إن الدين أتى بكل شيء إلى يوم القيامة ، أتى بالحرية الفكرية المنضبطة ، والعسكرية الفعالة ، والإقتصاد الحر النظيف ، بل اتفقت الأديان السماوية الثلاثة على محاربة الإباحية التي تدعو اليها تلك الطبيبة البنات الأبكار والعذراء بحجة أن للبنت حرية تمارسها متى أرادت واين شاءت بلا رقيب ولا محاسب علماً بأن الفطرة السليمة قبل وجود الدين في مصر وفي عهد الهكسوس لما راودت امرأة العزيز فتاها قامت قيامة نساء مصر رافضات هذا السلوك الإباحي الذي لا يصدر من امرأة لها شأن وقيمة ، حكى ذلك القرآن في قوله تعالى " وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ " (30) سورة يوسف ألف خط لأنه يدعو إلى الشرف والكرامة واحترام الذات ، أما هذه الطبيبة فقد نادت من قبل بأن يكون للمرأة الواحدة أكثر من زوج علماً بأنها طبيبة وتعلم أن في ذلك خطراً جسيماً لأن الإناء واحد والمياه مختلفة ومتباينة وهي تعلم أن ذلك يترتب عليه فقدان المناعة " ما يسمى بالإيدز " ، ومرض الزهري القاتل ، ومرض السيلان والعياذ بالله ، كل ذلك اشار اليه القرآن في آية قال الله تعالى " وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً (31) سورة الاسراء ثم قال " وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً " (32) سورة الاسراء وقال " وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ ... " ( 33) سورة الاسراء فهنا وسط الله الزنا بين قتلين لأن في نشر الزنا قتل للفرد والجماعة والمجتمع الذي ينتشر فيه ، وانظري يا طبيبة إلى النسب المختلف في امريكا كم مليون يموت من الإيدز سنويا وكذا في جنوب أفريقيا والبلاد تتمنين أن تكوني مثلها ، واجب ان أقول لكِ " إن المرأة العربية قبل الإسلام كانت اعقل منك واكثر تفكيراً واثر حرصاً على الشرف والكرامة فلما بايع النبي النساء في فتح مكة وقال الأية القرآنية " ولا يزنين " قالت هند بنت عتبه وهي لم تكن قد أسلمت بعد أوا تزني الحرة يا رسول الله قال لها لا والله لا تزني الحرة ، واجب أن ارجعها قروناً إلى الوراء :-
عنترة ابن شداد ذلك العبد البطل الذي كان يعيش في جاهلية جهلاء كان يقول بأعلى صوته " 
وأغض طرفي أن بدت لي جارتي           حتى يوارى جارتي مؤاها
ومعنى البيت أيتها الطبيبة أن عنتر الجاهلي الذي لا يدين بدين كان يغض بصره عن المحارم وغير المحارم حتى تختبئ المرأة في بيتها ،
واجب أن أقول لكِ قبل أن تأتي إلى التلفاز التمس منك ان تنظري إلى المرآه لتري نفسك وما وصلتي إليه من سمات لا تمت إلى الإنسانية بصلة .
الرد الرابع : -
تقولين أن ابنتك اسمها منى نوال حلمي نسبة إلى الأبوين ، فلما كلمك المذيع قلتي إن هذا نظام معمول به في العالم كله وعلى رأسها امريكا واندونيسيا ،
وأنا أرد عليك وأقول أنا لا أعرف أمهات بوش الأب ولا الجد ولا الابن ولا أعرف ام اوباما ولا ام كارتر ولا ام كلينتون ولا ام ابراهام لينكول فكلهم منسوبون إلى آباءهم ، وفي اندونيسيا كان رئيسها أحمد سوكارنو وليس أحمد فاطمة ، ولكننا نعلم إلى ماذا تريدين ، تريدين أن تضربي بالنص القرآني عرض الحائط لأن بينك وبين القرآن عداءاً مستحكماً لأن القرآن يقول " ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ .. " ( 5 ) سورة الأحزاب وانتي تريدين أن تعلمي ملك الملوك الرومانسية باضافة امهاتهم لتكون الأية عندك ادعوهم آبائهم وأمهاتهم ، وهذا الحاد ومروق من الدين توعدك الله به في قوله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ....(40) سورة فصلت ،
ثم قلتي أن في الشارع أولاد غير شرعيين وهذا تناقض منك مع نفسك لأنك نسبتي ابنتك اليكي فماذا نقول :-
الابناء غير الشرعيين يا طبيبة حل الإسلام مشكلتهم منذ اكثر من الف وربعمائة سنة في نصف آية حيث يقول المولى عز وجل " فإنلم تعلموا آبائهم فإخوانهم في الدين ومواليكم " وهنا يجب على الدولة الآتي : -
أولاً : ان نجمع هؤلاء الأبناء في تجمعات تليق بآدميتهم .
ثانياً : ان يختاروا لهم الأسماء الجميلة .
ثالثاُ : أن يعلموهم الآداب والعلوم النافعة ، أن ينزلوهم في الحنان والحب منزلة الأبناء النسبيين
بحيث لا يكون هناك توارث ولا اختلاط بين المحارم .
وانني على استعداد للمواجهة التلفزيونية بيني وبينك حتى ولو كان في أقصى المعمورة ، وأنا اعلم أنك قابضة ، وليس العلماء هم الذين يقبضون لأنك وصفتي شيخ الأزهر بأنه كاهن ويتاجر بالدين ويخضع للأمور السياسية وهذا هراء منك ، وسوف نرفع قضية ضدك لأن الدكتور احمد الطيب لا يأخذ مليماً واحداً من أي جهة بل يوزع مرتبه على الفقراء والمساكين وطلاب العلم والأيتام ، ومن أكبر زهاد رأيتهم في الدنيا ، بل لهم ساحة في الأقصر يرتادها الناس جميعاً من مسلمين ومسيحيين وسائحين ، الكل يأكل ويشرب وتحل مشكلته ، وإذا لم يكن له مكان يبيت فيه بات عندهم ، واستعمل كل أدوات من يسكن عند الغير ،
وأحمد الطيب كان في فرنسا فكان يفعل بمرتبه ذلك ، وكان في باكستان وكان ينفق أمواله على معظم الفقراء هناك ، وكان في قطر فلم يمثل له المال شيئا ، وكان دائما يقول اللهم اجعل المال في يديا لا في قلبي ، حكى علماء سوريا ذلك عنه ، وانا قد رأيته بنفسي وهو يعمل الخير حتى مع من كانوا يناصبونه العداء ،
فمشايخ الأزهر ايتها الطبيبة ليسوا بكهان ولا يبيعون دينهم لا لسياسي ولا لغير سياسي ، فالأزهر مستقل ولا يقول إلا قولة الحق ،
ونأسف بقول القائل " ان الأكابر يحكمون على الوراء وعلى الأكابر تحكم العلماء
واجب أن أقول لكِ بعض الأبيات عن هؤلاء العلماء الذين وصفتهم بأنهم كهنة ،
1- إذا لم يكن في الشيخ خمس فوائد            وإلا فدجال يقود إلى الجهل
2- بصير بأحكام الشريعة عارف               ويبحث في علم الحقيقة عن أصل
    يبادر للردود بالبشر والقرى                  ويخضع للمسكين في القول والفعل
3- هو الشيخ المعظم قدره                         جدير بتمييز الحرام من الحل
انتهت الأبيات ، واجب أن أقول لكِ ان هذه الصفات كلها تنطبق على علماء الأزهر وعلى رأسهم الإمام الكبر أحمد الطيب الرجل الذي عهدناه دائماً يخضع لهذه العبارة ،
لا تدبر لك أمراً            فأولوا التدبير هلكا
سلم الأمر تجدنا           نحن أولى بك منك


أ . د . محمود مهني محمود
نائب رئيس جامعة الأزهر سابقا
وعضو مجمع البحوث الإسلامية

0 التعليقات:

إظهار التعليقات

إرسال تعليق